قبلت النظرية الفيزيوقراطية Physiocratic في الاقتصاد الحر باعتبار ذلك نظاما اقتصاديا يحفز على العمل ويزيد الإنتاج. وخففت معاهدات السلام مع بروسيا في سنة ١٧٩٥ ومع النمسا في سنة ١٧٩٧، من العوائق الاقتصادية، ودخلت الرأسمالية الفرنسية كالرأسمالية الإنجليزية والأمريكية، القرن التاسع عشر بمباركة الحكومة التي تمارس عليها حدا أدنى من الحكم.
١/ ٤ - الأرستقراطية The aristocracy
فقدت الارستقراطية سلطانها كله في توجيه الاقتصاد والحكم. فقد كان معظم الأرستقراطيين ما زالوا خارج فرنسا (مهاجرين منها) يعيشون عيشة مذلة، فقد صودرت أملاكهم في فرنسا وتوقف دخلهم. وكان منهم النبلاء الذين بقي بعضهم في فرنسا، وعاد بعضهم الآخر من مهجره، وقد قصت المقصلة رقاب كثيرين منهم وانضم بعضهم للثورة، وظل الباقون حتى سنة ١٧٩٤ مختبئين بشكل غامض وكانت السلطات تزعجهم بتكرار الإغارة على عقاراتهم. وفي ظل حكومة الإدارة قلت المعوقات فعاد كثيرون من هؤلاء المهاجرين واستعاد بعضهم جزءاً من ممتلكاته، وفي سنة ١٧٩٧ راحت أصوات كثيرة تهمس بأن الملكية وحدها تدعمها (أو تراجعها) أرستقراطية نشيطة هي وحدها التي يمكن أن تعيد النظام والأمان للحياة الفرنسية، واتفق نابليون معهم لكن على وفق طريقته وتمشيا مع مقتضيات زمنه.
١/ ٥ - الدين Religion in France
عرف الدين في فرنسا كيف يشق طريقه دون عونٍ من الدولة، بعد أن اقتربت الثورة من التخلص منه. وتحرر البروتستانت الذين كانوا يشكلون ٥% من السكان من المعوقات التي اعترضت سبيل عقيدتهم، فحقهم في العبادة الذي أقرهم على قليل منه لويس السادس عشر في سنة ١٧٨٧ أصبح الآن حقا كاملا على وفق دستور سنة ١٧٩١، وامتدت الحقوق المدنية إلى يهود فرنسا ليصبحوا ذوي حقوق قانونية مساوية للمواطنين الآخرين، على وفق مرسوم ٢٨ سبتمبر سنة ١٧٩١.
أما الإكليروس الكاثوليك The Catholic clergy الذين كانوا فيما مضى من الطبقة الأولى فقد أصبحوا الآن