حققت البورجوازية نصراً من خلال الثورة لأنها كانت أغنى بالأموال والعقول من الأرستقراطية أو العوام Plebs . لقد اشتروا من الدولة من خلال صفقات معظمها رابح ممتلكات الكنيسة المصادرة، ولم تكن ثروة البورجوازية مرتبطة بالأرض التي لا يمكن نقلها (الممتلكات الثابتة) وإنما كان يمكنهم نقل ثرواتهم من مكان إلى مكان، وتشغيلها في أي مجال ولأي غرض، كما كان يمكنهم تداولها والانتقال بها من ظل قانون (تشريع) إلى ظل قوانين أخرى. وكان يمكن للبورجوازية أن يدفعوا للجنود والحكومات وللجماعات المشاركة في أي عصيان مسلح.
وحصلت هذه الطبقة خبرة في إدارة الدولة فكان أفرادها يعلمون كيف يجمعون الضرائب وأثروا في خزانة الدولة من خلال ما أقرضوه لها، وكان أفراد البورجوازية أكثر تحصيلا للتعليم ذي المردود العملي، من النبلاء ورجال الدين، وكانوا أكثر كفاءة في حكم مجتمع، المال هو دورته الدموية، وكانوا يعتبرون الفقر عقاباً للأغبياء، وأن ثراءهم ما هو إلا مكافأة عادلة لعملهم وذكائهم، ولم يشاركوا في حكومة العامة من السانس كولوت، واعتبروا تدخل البروليتاريا في أمور الحكم شيئا لا يطاق ويؤدي إلى اضطراب الحكومة. وانتهوا إلى نتيجة مؤداها أنه عندما يهمد صوت الثورة وعنفها، سيصبح البورجوازية هم سادة الدولة.
وكانت البورجوازية في فرنسا بورجوازية تجارية أكثر منها صناعية، ولم تشهد فرنسا تحول بعض مزارعها إلى مراع كما كان يحدث وقتها في إنجلترا، مما أدى إلى نزوح الفلاحين الإنجليز من حقولهم إلى المدن مكونين طاقة عاملة رخيصة في المصانع، كما أن الحصار الذي فرضته بريطانيا على فرنسا منعها من تصدير منتجاتها، ذلك التصدير الذي يؤازر التوسع الصناعي. ومن هنا فإن نظم الصناعة كانت تتطور في فرنسا بشكل أبطأ مما عليه الحال في إنجلترا.
لقد كان هناك بعض التنظيمات الرأسمالية الكبيرة في باريس وليون وليل Lille وتولوز Toulouse ...... ، لكن الصناعة الفرنسية في معظمها كانت لا تزال في المرحلة "الحرفية" وكانت لا تزال في محلات (دكاكين)، بل إن الرأسماليين (الفرنسيين) قد أوكلوا كثيرا من الأعمال اليدوية على أسر تعمل في مساكنها الريفية أو غيرها. وباستثناء الفورات الفاشستية زمن الحرب، وتعاطف اليعاقبة Jacobin شيئا ما مع الاشتراكية، فإن الحكومة الثورية قد