للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تاليران المقيم بالقرب من لندن يزورهما تباعا للتخفيف عنهما بفكاهاته.

وانضمت إليهما فاني بيرني Fanny Burney وذكرت في تقريرها أنها: "لم تكن قد سمعت أبداً مثل هذه المناقشة قبل ذلك. لقد تجمعت أمور كثيرة لتفتنها: بلاغة تتسم بالحيوية وملاحظات حادة كأشد ما تكون الحدة، وعقل متألق كأشد ما يكون التألق، ولطف وكياسة وعاطفة جياشة، كأشد ما يكون ذلك كله".

ورفضت فاني أن تصدق الإشاعات القائلة بأن ناربون وجيرمين يعيشان في الحرام (يمارسان الزنا معا). لقد كتبت إلى أبيها المؤرخ الموسيقى الشهير:

"لقد كانت هذه المشاركة الحميمة … جديدة تماما لي، وإنني أعتقد اعتقادا راسخا أن ما يقال عنها محض افتراء. إنها تحبه حبا حنونا، لكن بشكل واضح جدا وبسيط جدا .. خال تماما من كل غنج أو عبث. إنها متسامحة جدا، وسهلة جدا، وهو وسيم جدا، ولا بد أن موهبتها العقلية هي مصدر جاذبيتها له، ولا شيء آخر … أظن أنك لا تستطيع أن تقضي يوما معهما من غير أن تدرك أن تجاوبهما الفكري من النوع الخالص رغم سموه وهو أي هذا التجاوب عماد صداقتهما".

لكن عندما تأكدت فاني أنهما يمارسان الرذيلة تخلت آسفة عن زيارتهما في صالة جونيبر. بل إن المهاجرين (الذين تركوا فرنسا بسبب أحداث الثورة) قد ابتعدوا عن هذه المجموعة الصغيرة باعتبار أنهم دافعوا عن الثورة مدة طويلة. وفي ٢٥ مايو سنة ١٧٩٣ عبرت جيرمين إلى أوستند Ostend واتخذت طريقها بأمن إلى بيرن Bern باعتبارها لا تزال زوجة للسفير السويدي، وفي بيرن التقت بزوجها الموسمي (الذي لا يلقاها إلا بين الحين والحين أو بتعبير آخر زوج المناسبات) وذهبت معه إلى كوبت. وهناك نشرت كتابها: "تأملات في محاكمة الملكة بقلم امرأة" دعت فيه بحرارة للنظر إلى ماري أنطوانيت بعين الرحمة، لكن المقصلة سرعان ما قطعت رقبة الملكة في ١٦ أكتوبر سنة ١٧٩٣.

وماتت مدام نيكر في ١٥ مايو سنة ١٧٩٤ وحزن عليها زوجها حزنا عميقا لا ينتج إلا عن طول العشرة، أما جيرمين فلم تتأثر كثيرا، وانتقلت إلى قصر ميزيرى Mezerey لتكون صالونا جديدا ولتنسى كل شيء آخر في أحضان كونت ريبنج Ribbing، ووصل ناربون