برنار St. Bernard في لومبارديا ليتَّحِد مع الرجال المتوقع وصولهم مع مورو ويقطع خطوط مواصلات ميلاس ويجتاح الفصائل العسكرية النمساوية التي تحرس هذه الخطوط لينقض على جيش هذا البطل الهرم (العجوز) أثناء تراجعه السريع من الريفيرا Rivera الإيطالية وجنوى في اتجاه ميلان. ومن ثم يواجهه فإما هزمه وإما انهزم أمامه، وفي أفضل الحالات فإنه (أي نابليون) سيحاصره ويمنعه من التراجع ويجبر جنراله على تسليم كل الشمال الإيطالي.
وذات يوم (١٧ مارس سنة ١٨٠٠) أمر نابليون سكرتيره بوريين أن يبسط خريطة كبيرة لإيطاليا فوق الأرض. يقول بورين ثم انبطح أرضاً ليطالعها، ورغب إليَّ أن أفعل الشيء نفسه وفوق نقاط معينة على الخريطة ثبَّت دبابيس ذوات رؤوس حُمر، وفوق نقاط أخرى ثبّت دبابيس لونها أسود. وبعد تحريك الدبابيس حول مواقع مختلفة على الخريطة سأل سكرتيره:
"أين سأضرب ميلاس فيما تظن؟ … هنا في سهول نهر سكريفيا the River Scrivia" ،
وأشار إلى سان جيليانو San Giuliano. لقد كان يعلم أنه يخاطر بكل شيء من أجل معركة واحدة. يخاطر بكل انتصاراته العسكرية والسياسية التي سبق أن أحرزها، لكن كبرياءه كان معه يسانده ويشد أزره. لقد ذكّر سكرتيره بورين قائلاً:
"منذ أربع سنوات مضت ألم أَسُق أمامي بجيشي الضعيف قطعان السردنيين (جيوش سردنيا) والنمساويين وطفت بجيشي على وجه إيطاليا؟ إننا سنفعل الشيء نفسه مرة أخرى، فالشمس التي تشرق فوقنا الآن هي الشمس ذاتها التي كانت تشرق في أركول Arcole ولودي Lodi. إنني أعوّل على القائد ماسينا. إنني آمل أن يصمد في جنوى، لكن إن أجبرته المجاعة على الاستسلام فأستيعد جنوى مرة أخرى وكذلك سهول السكريفيا. ساعتها سأعود مسروراً إلى عزيزتي فرنسا، ويا له من سرور! ".
لقد أضاف استعدادات لكل ما هو متوقع ببصيرة نافذة ولم يهمل التفاصيل البسيطة. لقد خطط للطريق الذي ستسلكه القوات ولوسائل النقل:
"من ديجون Dijon إلى جنيف، وبالقوارب عبر البحيرة إلي فيلينيف Villeneuve وبالخيول والبغال والمركبات أو سيراً على الأقدام إلى مارتيني Martigny، ومن هناك إلى سان بيير عند قاعدة الممر ومن