مارينجو فصيلين عسكريين بقيادة الجنرال فيكتور، وفصيلاً آخر بقيادة لانز مع خيالة بقيادة مورو وأربعة وعشرين مدفعا فقط.
وعاد هو نفسه (نابليون) بحارسة القنصلي في اتجاه فوجيرا Voghera حيث رتب للقاء مع ضباط من جيوشه المتناثرة. وعندما وصل لنهر السكريفيا Scrivia وجد مياهه وقد فاضت بدرجة كبيرة بسبب مياه الربيع، حتى أنه أجّل عبور النهر وبات ليلته في تور دي جارو فولو Torre di Garofolo. وكان هذا التأخير من حُسن حظه فلو أنه واصل طريقه الى فوجيرا لكان من المحتمل ألا يصل إلى مارينجو في الوقت المناسب لإصدار الأمر الذي يوفِّر يوما.
وفي وقت باكر من يوم ١٤ يونيو أمر ميلاس جيشه بالتقدم في سهل مارينجو وأن يشق طريقه إلى بياسنزا ففاجأت قوات نمساوية قوامها ٣٠،٠٠٠ مقاتل القوات الفرنسية بقيادة فيكتور ولانز ومورو البالغ عددها ٢٠،٠٠٠ مقاتل، وتراجع الفرنسيون رغم بطولتهم المعتادة أمام وابل قذائف المدفعية التي أهلكت منهم عدداً كبيراً، واستيقظ نابليون في جاروفولو Garofolo على صوت المدافع التي وصلت إلى أسماعه من مكانها البعيد فأرسل مبعوثاً لاستدعاء ديزييه من نوفي Novi واندفع هو نفسه إلى مارينجو وهناك خاضت قواته المكونة من ٨٠٠ مقاتل من حرسه معركة شرسة لكنها لم تستطع وقف النمساويين، وواصل الفرنسيون تراجعهم إلى سان جوليانو. وكان ميلاس متعجلاً لطمأنة الإمبراطور فأرسل رسالة إلى فيينا يعلن فيها أنه حقق النصر، وانتشر التقرير نفسه في باريس مما سبب ذعراً للعامة وفرحاً لأنصار الملكية.
لقد جرى ما جرى بدون ديزييه الذي لم يعمل النمساويون له حساباً، وسمع ديزييه أيضاً وهو في الطرق إلى نوفي Novi دمدمة المدافع فعاد فجأة على رأس قواته البالغ عددها ٥،٠٠٠ مقاتل في اتجاه أصوات الدمدمة ووصل إلى سان جوليانو في الثالثة بعد الظهر فوجد إخوانه الجنرالات ينصحون نابليون بالتراجع أكثر فأكثر فاحتج فقالوا له لقد خسرنا المعركة فقال هذا صحيح، لكن الساعة الآن الثالثة بعد الظهر فقط وهناك وقت لكسب معركة أخرى فوافقوه ونظم نابليون خط هجوم جديد وركب حصانه بين الجنود لرفع روحهم المعنوية وقاد ديزييه العملية فتعرض لطلقة من نيران العدو