طريقاً لا بديل له للهروب إلى مانتوا إذا حاقت بقوات جيشه الرئيسي الهزيمة. أما نابليون فقسَّم جيشه بطريقة محفوفة بالمخاطر:
"لقد ترك ٣٢،٠٠٠ مقاتل في ستراديلا Stradella لحراسة بياسنزا Piacenza و ٩،٠٠٠ في تيسينو Tessino و ٣،٠٠٠ في ميلان، و ١٠،٠٠٠ على طول مجرى البو Po والأدّا Adda".
لقد ضحّى ببقاء جيشه موحدا رغبة منه في سد كل طرق الهرب في وجه رجال ميلاس.
وتعاون جنرالاته في إنقاذ سياسة الطريق المسدود هذه بعدم ترك نابليون يدخل المعركة الرئيسة بلا استعداد. ففي ٩ يوليو قاد لانز ٨،٠٠٠ مقاتل من ستراديلا ليواجه بهم ١٨،٠٠٠ مقاتل نمساوي كانوا في طريقهم الى بيسانزا، وتراجع الفرنسيون في مواجهة كلفتهم الكثير عند كاستيجيو Casteggio رغم صمود لانز الذي ظل يقاتل وهو متسربل بالدماء في طليعة قواته، لكن مدداً من ستة آلاف مقاتل فرنسي وصل في الوقت المناسب ليحوِّل الهزيمة إلى نصر بالقرب من مونتبلو Montebello.
وبعد ذلك بيومين سعد نابليون بوصول واحد من أقرب جنرالاته إلى نفسه قادماً من مصر. إنه لويس ديزييه Louis Desaix الذي ربما كان يعادل مورو Moreau وماسينا Massena وكليبر ولانز في مواهبه العسكرية، وإن كان يفوقهم جميعاً في رزانته الشخصية رزانة تصل إلى حد الكمال، وفي ١٣ يونيو أرسله نابليون إلى جنوب نوفي Novi على رأس ٥٠٠٠ رجل ليتأكد من الإشاعة التي مؤدّاها أن ميلاس ورجاله يهربون إلى جنوى حيث يمكن للأسطول البريطاني مساعدتهم على إتمام الهروب أو يقدم لهم دعماً من الغذاء والسلاح. وعلى هذا فقد ظل التشكيل الرئيسي لجيش نابليون يتناقص حتى حلول المعركة الفاصلة في ١٤ يونيو.
لقد كان ميلاس هو الذي اختار موقع المعركة الفاصلة، بالقرب من مارينجو وهي قرية على طريق أليساندريا - بياسنزا حيث لاحظ سهلاً فسيحاً يمكنه فيه حشد قواته البالغ عددها ٣٥،٠٠٠ مقاتل الذين لا يزالون متاحين له مع مائتي قطعة مدفعية. وعلى أية حال، فعندما وصل نابليون إلى هذا السهل في ١٣ يونيو لم يجد دليلاً يشير إلى أن ميلاس كان يخطط للمغامرة بالخروج من أليساندريا فترك عند