وبقي نابليون في مارتيني، وهو موقع جميل في منتصف الطريق بين بحيرة جنيف والممر - حتى رأى بنفسه آخر شحنة إمدادات. وبعدها ركب إلى القمة وهناك توقف ليشكر الرهبان لتقديمهم ما أنعش جنوده، ثم انزلق فوق المنحدر في معطفه وانضم لجيش في أوستا Aosta في ٢١ مايو. وكان لانز Lannes قد اجتاح بالفعل الفصائل النمساوية التي واجهته في الطريق. وفي اليوم الثاني من شهر مايو دخل نابليون مدينة ميلان منتصراً - للمرة الثانية - على الحامية النمساوية. ورحب به السكان الإيطاليون كما فعلوا في المرة السابقة. لقد استعاد نابليون الجمهورية السيزالبية (جمهورية الألب الشمالية Cisalpine Republic) وسط مظاهر الفرحة الغامرة. وكان نابليون قد ارتد عن دين محمد (الذي سبق أن اعتنقه في مصر) فدعا إلى اجتماع عقده هيئة أساقفة ميلان وأكد لهم إخلاصه للكنيسة وأخبرهم أنه عند عودته لباريس سيجري صلحاً بين فرنسا والكنيسة. أما وقد أمّن ظهره على هذا النحو فقد أصبح حراً في رسم إستراتيجية معركته بالتفصيل.
لقد انتهك القائدان مبدءاً استراتيجياً أساسياً - لا تقسِّم القوات المتاحة تقسيما لا يُمكِّنها من إعادة لمّ شملها بسرعة. فالبارون فون ميلاس تمركز بالجزء الأساسي من جيشه في اليساندريا Alessandria (بين ميلان وجنوى) وترك حاميات في كل من جنوي وسافونا Savona وجافي Gavi وأكوي Acqui وتورين Turin وتورتونا Tortona وغيرها من النقاط التي قد تكون عُرضة لهجوم فرنسي. وتعرضت مؤخرة قواته التي كانت تزحف عائدة من نيس Nice لتنضم إليه لهجوم ٢٠،٠٠٠ جندي فرنسي بقيادة شوش Suchet وماسينا - الذي قد تمكن من الهرب من جنوى.
ولم يعد متبقياً من ٧٠،٠٠٠ نمساوي كانوا قد عبرو الأبينين من لومبارديا إلى ليجوريا Liguria (جنوى) سوى ٤٠،٠٠٠، كان على ميلاس أن يواجه بهم نابليون وقواته. لقد أرسل جزءاً من هذه القوات المتبقية (الأربعين ألف مقاتل) لإعادة الاستيلاء على الياسنزا Piacenza باعتبارها