الثاني يطلب منه السلام على كل الجبهات. وبعض فقرات ذلك الخطاب لا يمكن أن تأتي إلاَّ من داعية للسلام:
" .. لقد كانت هناك حرب بيننا. آلاف من النمساويين والفرنسيين قضوا نحبهم .. آلاف من الأسر المحرومة تدعو أن يعود الآباء والأزواج والأبناء! .. الشر لا علاج له، لكن عساه - على الأقل - يُعلمنا أن نتجنب كل ما قد يُطيل فترة العداء. لقد أثرت هذه المشاهد في قلبي لدرجة جعلتني أرفض قبول ما أحرزته من تقدم في السابق لآخذ على عاتقي الكتابة إلى جلالتكم مرة أخرى متوسلاً إليك أن تضع نهاية لمآسي أوروبا.
في ميدان معركة مارينجو Marengo حيث يحيط بي الذين عانوا ويلات المعركة، وأنا في وسط ١٥،٠٠٠ جثة، أتوسل إلى جلالتكم أن تسمع نداء الإنسانية وألا تسمح لأبناء أمتين قويتين يتسمون بالشجاعة، أن يذبح بعضهم الآخر من أجل مكاسب أنتم تعلمون أنها لا تعني شيئا …
إن المعركة الحالية هي خير برهان على أن فرنسا ليست هي التي تهدد ميزان القوى. فكل يوم يؤكد أن إنجلترا هي التي تهدد ميزان القوى. إنجلترا التي احتكرت تجارة العالم وإمبراطورية البحار التي تستطيع منفردة التصدي لأساطيل روسيا والسويد والدنمرك وفرنسا وأسبانيا وهولندا متحدة.
إن اقتراحاتي التي أظن من الصواب توجيها لجلالتكم هي:
١ - أن تمتد الهدنة لتشمل كل الجيوش.
٢ - أن يتم إرسال مفاوضين من الطرفين إما للتفاوض سراء أم علناً، وفقاً لما تفضلونه، وأن تكون المفاوضات في مكان ما بين منيشو والشيز Chiese للموافقة على وسائل ضمان الاحتفاظ بأقل عدد من القوات ولتوضيح مواد معاهدة كامبو فورميو Campoformio التي أظهرت التجربة أنها مواد غامضة … .
ولم يبد أن الإمبراطور قد تأثر، فمن الواضح أن الفاتح الشاب كان راغباً في ضمان مكاسبه التي حققها ولم يكن هناك ما يشير إلى أنه راعي الحياة الإنسانية عند خوضه معاركه. وربما لم يتوقف كل من الإمبراطور والقنصل الأول (نابليون) عن التساؤل عن