كيفية تصرف النمساويين والفرنسيين في إيطاليا. ووضع البارون فون توجوت von Thugut حداً واضحا لهذا الأمر بتوقيعه في ٢٠ يونيو سنة ١٨٠٠ معاهدة مع إنجلترا تضمن هذه الأخيرة تقديم عون مالي جديد للنمسا مقابل تعهدها بعدم التوقيع على معاهدة صلح منفرد مع فرنسا.
وفي هذه الأثناء كان نابليون يلعب بكل أوراقه فحضر قداساً مهيباً (قداس تسبيحة الشكر) عبَّر فيه رجال الدين في ميلان عن شكرهم الله لخروج النمساويين من بلادهم. واحتفلت الجماهير بإقامة الاستعراضات على شرف محقق النصر (نابليون) وسأل نابليون سكرتيره بورين:
"هل سمعت يا بورين التهليل والبهجة؟ إن أصداءها لا تزال تدوي. إن هذه الأصوات عندي في مثل حلاوة صوت جوزيفين كم أنا سعيد وفخور أن يحبني مثل هؤلاء الناس! ".
لقد كان لا يزال في إيطاليا عاشقاً للغتها مفتوناً بالجمال والعاطفة والبساتين المزدانة والدين المرن المتساهل والطقوس الشجية والألحان الغامضة. لكن ما حرّك مشاعره أيضاً هو تصفيق الجماهير التي تجمعت أمام قصر التوليري في ٣ يوليو في الصباح الذي أعقب عودته ليلاً إلى باريس، فقد بدأ الشعب الفرنسي يعتقد أن الله يختصه، فشربوا بشغف حتى الثمالة من كأس العظمة.
أما لويس الثامن عشر الذي ورث قروناً من العداء بين بوربون فرنسا، وهابسبورج النمسا، فلم يستطع أن يكون محايداً - إلاّ بالكاد - إزاء هذا النصر الجديد الذي حققه نابليون على أعداء البوربون القدماء، وربما أيضاً رغبة منه في أن يكون نابليون هو صانع الملك، لا الملك نفسه، لذا فقد كتب (لويس الثامن عشر) مرة أخرى إلى نابليون في يوم غير معروف من صيف سنة ١٨٠٠:
"لابد أنّك مقتنع أيها الجنرال منذ فترة طويلة أنني أكن لك تقديراً كبيراً. وإن شككت في تقديري لفضلك وعرفاني بجميلك، فحدد جائزتك التي تريدها وحدّد نصيب أصدقائك. فأنا فرنسي بمبادئي، رحيم بحكم شخصيتي، وبحكم ما يمليه العقل أيضاً.
لا، فمحقق النصر في لودي Lodie وكاستليون وأركول وفاتح إيطاليا ومصر، لا يمكن أن يفضل الشهرة الزائفة على المجد الحقيقي. لكنك تضيّع وقتاً ثميناً. إنه