للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يمكننا أن نؤكد عظمة فرنسا، وأنا أتحدث بضمير جمع المتكلِّمين وأقول يمكننا لأنني في حاجة إلى عون بونابرت، وبونابرت لا يستطيع أن يفعل شيئاً بدوني.

أيها الجنرال إن أوروبا تنظر إليك والعظمة في انتظارك وإنني في شوق شديد لإعادة السلام لشعبي".

لويس

وقد أجاب نابليون على هذا الخطاب بعد فترة طويلة في ٧ سبتمبر:

سيدي

"لقد تلقيتُ خطابك. وأشكرك على ملاحظاتك الرقيقة فيما يختص بشخصي. يجب أن تتخلى عن أي أمل في عودتك لفرنسا. فأنت إن عدت فسيكون ذلك على جثث مئات الألوف. ضَحِّ إذن بمصالحك الشخصية من أجل سعادة فرنسا وتحقيق السلام لها .. إن التاريخ لن ينسى. ولا أقول أنني لم أتأثر بمحنة أسرتك .. وسيسعدني أن أفعل ما أستطيع لأجعل حياتك في معتزلك (مكان تقاعدك) سعيدة ليس بها ما ينغِّص ".

وكان لويس الثامن عشر قد أرسل خطابه من ملجئه المؤقت في روسيا، وربما كان هناك عندما تلقى القيصر بولس الأول في يوليو سنة ١٨٠٠ من نابليون هدية تكاد تكون قد غيّرت مسيرة التاريخ. ففي خلال حرب سنة ١٧٩٩ وقع حوالي ستة آلاف عسكري روسي في قبضة الفرنسيين فعرض نابليون على إنجلترا والنمسا (حلفاء روسيا) أن يُبادل بهم الأسرى الفرنسيين، فرفضتا. ولم تكن فرنسا بقادرة على الاستفادة منهم بطريقة شرعية، كما أن احتفاظها بهم سيكلفها الكثير من النفقات، فأمر نابليون بإلباسهم ملابس جديدة وتسليحهم وإرسالهم إلى القيصر دون أن يطلب أي مقابل لفعله هذا. فأجاب القيصر بول بعقد أواصر الصداقة مع فرنسا، وشكّل في ١٨ ديسمبر سنة ١٨٠٠ ضد إنجلترا العصبة الثانية للحياد المسلَّح. وفي ٢٣ مارس سنة ١٨٠١ تم اغتيال القيصر بول فعادت الأمور سيرتها الأولى أي كما كانت قبل الهدية.