١٨٠٣ عن تقرير رسمي قدمه للحكومة الفرنسية الكونت هوراس سيباستياني Horace Sebastiani الذي كان نابليون قد أرسله لدراسة دفاعات القاهرة والقدس ويافا وعكا، وذكر التقرير أن ستة آلاف جندي كافين .. لفتح مصر وأثارت هذه الوثيقة شكوك بريطانيا مخافة أن يكون نابليون يفكر في إعداد حملة أخرى لغزو مصر. وشعرت الحكومة البريطانية أنها لا يجب أن تفكر بعد الآن في إخلاء مالطة والإسكندرية فهما الآن ضروريان للدفاع عن السيادة البريطانية في البحر المتوسط.
ولازال هناك ازدياد آخر لنفوذ نابليون أثار بريطانيا. فمعاهدة لونيفيل Lunéville اشترطت ضرورة تعويض حكام المديريات الألمان غرب الرين الذين تخلّوا عن ٤،٣٧٥ ميل مربع من الأرضي ذوات العائد الضرائبي باعترافهم بالسيادة الفرنسية على المنطقة، اشترطت تعويضهم بمديريات أخرى شرق النهر. وأرسل عشرون نبيلاً ألمانياً ممثلين إلى باريس للحث على تنفيذ مطالبهم.
واشتركت بروسيا وروسيا في الصيد، وجمع تاليران مبالغ أخرى كبقشيش (حَلَوان Pourboires) وأخيراً تم التوزيع بإقامة مدن دول City-States وإضفاء الطابع العلماني عليها بعد أن كان يحكمها طوال قرون أساقفة كاثوليك. وكان هدف نابليون من هذا إقامة كونفدرالية الراين كدولة عازلة بين فرنسا من ناحية والنمسا وبروسيا من ناحية أخرى. واحتجت النمسا على أساس أن قلب هذه الدويلات قد يكون دليلاً على خطورة أخرى لتفكيك الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وكان الأمر كذلك بالفعل.
وتساءل العسكريون الإنجليز وقد أغضبهم اتساع الرقعة التي تسيطر عليها جيوش نابليون، ما إذا كانت الحرب أقل تكلفة من مثل هذا السلام. واعترض رجال الصناعة البريطانيون على سيطرة فرنسا على الراين مما يجعلها وسيطاً بين التجارة البريطانية ومعظم الأسواق الأوروبية المُربحة. واشتكى التجار من أنه بينما أنهى صلح أمين حصار بريطانيا للسواحل الفرنسية فإن الفرنسيين فرضوا حظراً على استيراد المنتجات البريطانية التي تنافس مثيلاتها الفرنسية.
وأدانت الارستقراطية البريطانية السلام باعتباره استسلاما مُخزياً للثورة الفرنسية. واتفقت كل الأحزاب البريطانية تقريباً على ضرورة التمسك بمالطة، وفي هذه الأثناء راحت