في سنة ١٧٩٨. لقد كانت تقع وراء الحدود الطبيعية لفرنسا والتي تعهد نابليون بحمايتها. وعلى أية حال فلو استعادها ملك سردنيا لأصبحت عازلاً معاديا بين فرنسا ومحمياتها الإيطالية في ليجوريا Liguria ولومباردي Lombardy، وفي الرابع من سبتمبر سنة ١٨٠٢ أعلن نابليون أنَّ بيدمونت جزءٌ من فرنسا.
وفي سويسرا حيث سبق أن وجد طرقاً كثيرة تؤدي إلى إيطاليا لم يستطع أن يتقدم بمثل هذه الثقة، فقد كانت كانتوناتها cantons (ولاياتها) القوية تغص برجال اعتبروا - عبر القرون - الحرية أثمن من الحياة نفسها، وكانوا على استعداد لتكبيد أي غازٍ خسائر فادحة. وعلى أية حال فقد رحَّب غالب السويسريين بالمُثُل العليا الفرنسية المعلنة في سنة ١٧٨٩، وفي سنة ١٧٩٨ كوَّنوا الجمهورية السويسرية (الهلفيتة Helvetic) تحت حماية فرنسا. وقاوم ملاَّك الأراضي الشاسعة هذا الإجراء وجنّدوا فلاحيهم وكوَّنوا حكومة مُنفصلة في بيرن Bern وتحدوا الجمهورية الخاضعة للحماية الفرنسية والتي اتخذت عاصمة لها لوزان Lausanne .
وأرسل كل من الطرفين مندوبا مفوضاً إلى نابليون لطلب تأييده، فرفض نابليون مقابلة مندوب بيرن الذي اتخذ طريقه بعد ذلك لطلب العون من انجلترا، فأرسلت أموالاً وأسلحة لهؤلاء الأوليجاركيين Oligarchs وأرسل نابليون جنوداً للجمهوريين (في نوفمبر سنة ١٨٠٢) فاستطاعوا بهم قمع تمرد بيرن (ملاّك الأراضي) وسوَّى نابليون النزاع بين الطرفين وفقاً لإعلان تسوية (في ١٩ فبراير سنة ١٨٠٣) الذي نشأت بمقتضاه كونفدرالية Confederation سويسرية من تسعة عشر كانتون (ولاية) مستقل لكل واحد منها دستوره الخاص به، وكلها تحت الحماية الفرنسية ومُلزمة بإرسال عدد معين من الجنود للجيش الفرنسي. ورغم هذه المادة، فإن إعلان التسوية - بشهادة انجلترا - قد لاقى قبولا من كثير من الجهات وأصبح بلا شك حائزاً على القبول في الكونتونات (الولايات السويسرية).
ومع ذلك فإن الحكومة الإنجليزية نظرت إلى التحركات الفرنسية المتوالية - في لومبارديا وبيدمونت وسويسرا - كتوسع خطير للنفوذ الفرنسي يدمّر توازن القوى في أوروبا، ذلك التوازن الذي كان قد أصبح حجر الزاوية للسياسة البريطانية في القارة. ومما سبّب لبريطانيا مزيدا من القلق، ما نشرته جريدة المونيتور Moniteur في عددها الصادر في ٣٠ يناير سنة