للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثانية من المتآمرين بمن فيهم النبيل الذي هاجر من فرنسا عقب أحداث الثورة أرمان دي بوليناك Armand de Polignac،

وفي العبور الثالث في ١٦ يناير سنة ١٨٠٤ أحضر القبطان جول دي بوليناك Jules والجنرالين الفرنسيين المهاجرين بيشجرو Pichegru ولاجولي Lagolais، وكان بيشجرو قد تآمر - بعد أن أحرز انتصارات مع جيوش الثورة - مع البوربون لإعادتهم للعرش فلما افتُضح أمره ولَّى مُدبراً إلى إنجلترا. وكان هذا في سنة ١٨٠١. واتخذت المجموعات الثلاث طريقها إلى باريس حيث اختبئوا في بيوت أنصار المَلكية (بفتح الميم) واعترف كادودال في وقت لاحق أنَّه كان يخطط لاختطاف نابليون فإن قاوم قتله. وربما جاز لنا تصديق أن الحكومة البريطانية قد زوّدت كادودال بمبلغ مليون فرنك لتمكينه من تنظيم عصيان مسلح في العاصمة باريس لكن ليس هناك دليل على أَنَّ الحكومة البريطانية قد وافقت على الاغتيال.

وأخَّر المتآمرون تنفيذ الخطة متوقِّعين أن ينضم إليهم في باريس الكونت درتوا d'Artois أخو لويس السادس عشر الأصغر لأنه كان مستعداً لتولي أمر فرنسا بعد نابليون، لكنه لم يأتِ. وفي هذه الأثناء (٢٨ يناير سنة ١٨٠٤) زار بيشجرو الجنرال مورو وطلب منه التعاون مع المتآمرين. لكن مورو رفض أن يشترك في أية محاولة لإعادة البوربون وإنما عرض نفسه كحاكم لفرنسا إذا تمت إزاحة نابليون. وفي حوالي هذا التاريخ قدَّم بيرنادوت لجوليت ريكامييه Juliette Recamier أسماء عشرين جنرالاً قال إنهم مخلصون له ومستعدون بتوق شديد لإعادة الجمهورية الحقيقية وقد استدعى نابليون إلى ذاكرته عندما كان في سانت هيلينا هذه الأيام فقال:

"لا أبالغ إن قلت إنني خلال الشهور من سبتمبر سنة ١٨٠٣ إلى يناير سنة ١٨٠٤ كنت جالساً فوق بركان ".

وفي ٢٦ يناير أَدلى ثائر ملكي اسمه كوريل Querell - كان قد قُبض عليه منذ ثلاثة أشهر وحُكم عليه بالإعدام - بتفاصيل عن المؤامرة مقابل تخفيف الحكم عليه. واسترشاداً باعترافه تمكَّنت شرطة كلود ريجنييه Claude Regnier بطيئة الحركة من العثور على مورو وألقت القبض عليه في ١٥ فبراير كما قبضت على بيشجرو في السادس والعشرين