للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الشهر نفسه، وعلى الأخوين بوليناك في ٢٧ فبراير، وعلى كادودال في ٢٩ مارس. وقد اعترف كادودال بفخر أنَّه كان يُخطط لإزاحة نابليون من السلطة وأنه كان يتوقع أن يقابله أمير فرنسي في باريس، لكنه رفض أن يدلي باسم أيٍّ ممن شركائه في المؤامرة.

وفي هذه الأثناء كان مفوَّض بريطاني يدير مجموعة أخرى من المتآمرين في ميونخ وبالقرب منها وقد وضع خطة لبث دعاية ضد نابليون في المناطق الفرنسية الجديدة على الشاطئ الغربي للراين. وإذا كان لنا أن نُصدِّق مينيفال Meneval فقد صدر أمر مجلس الملك البريطاني بأن يُفرض على المنفيِّين الفرنسيين التعامل مالياً مع بنوك الراين ومن لم يمتثل صودر معاشه (راتبه)، ووُضِعت الإجراءات لتحديد المبالغ المخصصة لكل ضابط وكل جندي وعندما علم نابليون عن طريق جواسيسه بهذه التطورات استنتج أن أمير أسرة البوربون الذي كان متآمري لندن ينتظرونه إنما كان من بين هؤلاء المهاجرين.

ولم يكن ممكناً أن يكون الكونت درتوا بينهم وإنما كان في مدينة إتنهيم Ettenheim الصغيرة التي تقع على بعد حوالي ستة أميال شرق الراين في مقاطعة بادن Baden، واكتشف رجال نابليون أنه كان يعيش حياة هادئة إلاّ أنه كان يزور في المناسبات - لكن بطريقة تدعو للشك - لويس أنطوان هنري دي بوربون - كونديه Louis - Antoine - Henri de Bourbon Conde ودوق دنجهين (وتكتب دنجيان) d'Enghein ابن دوق دي بوربون وحفيد الأمير دي كونديه وجميعهم في ستراسبورج.

وعندما وصل هذا التقرير إلى نابليون خَلُص بأن هذا الدوق البالغ من العمر اثنين وثلاثين عاما هو قائد مؤامرة إقصائه عن الحكم. فاعترافات كوريل Querelle وعمليات القبض التي جرت مؤخراً في باريس أوقعت الجنرال المتسم دوماً بالجسارة في حالة من الذهول حتى أنَّه - ربما نتيجة الخوف والحنق - تعجّل في قراراته التي دافع عنها دوماً وربما كان يأسف لها بينه وبين نفسه. لقد أصدر تعليماته للجنرال أوردنية Ordener بأن يتجه على رأس قوة مسلحة إلى إتنهايم ويقبض على الدوق ويحضره إلى باريس، وبالفعل تم القبض على الدوق في ليلة ١٤/ ١٥ مارس سنة ١٨٠٤ وفي ١٨ مارس أودع سجن حصن فيسين