بسبب سوء الإدارة، وأتى التعويض الذي قدمته النمسا لإنقاذها. وكان عليه أن يُناضل محاولاً الحفاظ على حياته؛ ففي ٢٠ فبراير سنة ١٨٠٦ تلقى معلومات من تشارلز جيمس فوكس - رئيس وزراء إنجلترا في ذل الوقت - تُحذره من أن قاتلا مُدّعيا عرض قتله (أي قتل نابليون) مقابل مبلغ معقول.
وكان فوكس قد اعتقل هذا الشخص لكن ربما كان هناك أشخاص آخرون وطنيون مستعدين لقتل نابليون لقاء مبالغ مالية. لقد كانت إنجلترا وقتئذ في حرب مع فرنسا، وكان تصرف رئيس الوزراء البريطاني الآنف ذكره ينطوي على معانٍ خُلقية مسيحية مُضافاً إليها روح الفروسية. ووسط أجواء القتل الفردي والجماعي عادت فرنسا في أول يناير سنة ١٨٠٦ للتقويم المسيحي الجريجوري Gregorian calendar (التقويم الميلادي المعروف).
وفي الثاني من شهر مايو - بعد أربعة أشهر قضاها نابليون في إعادة الأمور الإدارية إلى سيرتها الأولى، قرأ أمام الهيئات التشريعية تقريره عن أحوال الإمبراطورية في سنة ١٨٠٦ لقد سرد - مرة أخرى - باختصار انتصارات الجيش واكتساب الحلفاء والأراضي، ووصف انتعاش أحوال فرنسا في المجالين الزراعي والصناعي، وأعلن عن المعرض الصناعي - وهو أمر جديد على نحو ما في تاريخ فرنسا - وأمر بافتتاحه في اللوفر في الخريف، وأشار التقرير إلى بناء - وإصلاح - الموانئ والترع والجسور و ٣٣،٥٠٠ ميل من الطرق - كان عدد من هذه الطرق عَبْر الألب، وتحدّث التقرير أيضاً عن مشروعات عظيمة يجرى العمل فيها - مَعْبد النصر (الآن: لا ماديلين La Madeleine) والبورصة وقوس النصر .. وانتهى التقرير بالتأكيد على أنَّ فتوح مزيد من البلاد ليس هو ما يشغل بال الإمبراطور، فقد استنفذ أهدافه في المجد العسكري .. وإنما ما يشغله هو الوصول بالإدارة إلى درجة الكمال ليجعلها مصدراً لسعادة دائمة ورخاء مُتزايد لشعبه .. إنَّ ما يقصد إليه الآن هو تحقيق هذا المجد.
وواصل نابليون مهمته في صنع الخرائط، ففي ١٢ يوليو سنة ١٨٠٦ قَبِلَ الإمبراطوُر - الذي بلغ النُّهى - إمبراطورية أخرى - كهدية - تتكوّن من ممالك، بافاريا وسكسونيا Saxony وفيرتمبرج ووستفاليا والدوقيات الكبيرة التالية: بادن،