بالتواضع تماماً كما كان واضحاً في خطاباته الأولى إلى جوزيفين لقد رفضته فالفسكا (كما قيل لنا) حتى طلبت منها مجموعة من النبلاء البولنديين في وثيقة وقَّعوها جميعاً بأسمائهم الأولى في بولندا أن تضحّى بنفسها على أمل أن يقوم نابليون من أجل خاطرها بتوحيد بولندا وإعادة سيادتها (تخليصها من التقسيم بين ثلاث دول) وذَّكرتها هذه الوثيقة بأن أستير قد أعطت نفسها لأحشويروش Ahasuerus لا حباً فيه وإنما لتنقذ شعبها وإن كان لنا أن نقول الأمر نفسه، فإنما أنت تفعلين ذلك لتحققي المجد لنفسك والسعادة لنا!. وعندما توسّلت جوزيفين أن يُسمح لها بالقدم إليه من مينز منعها نابليون بحجة أن الطرق سيئة (غير ممهدة) قائلاً لها: "عودي إلى باريس .. وكوني مُبتهجة وسعيدة، وربما سألحق بك حالاً هناك ".
وبينما كان كامنا مع فالفسكا طوال الشتاء راح يأمُل أن ينتظر الروس حتى حلول الربيع ولا يسببون له إزعاجاً قبل ذلك. لكنه عندما أرسل قوات بقيادة المارشال فرانسوا - جوزيف ليفيبفر Lefebvre للاستيلاء على دانزج Danzig، قاد بنيجسن كل قواته تقريباً، والبالغ عددها ٨٠،٠٠٠ مقاتل عبر الفيستولا في هجوم كاسح على قوات ليفيبفر عند اقترابهم من ثورن Thorn، وعاد المراسلون تواً لإحاطة نابليون علماً بما جرى فأسرع (نابليون) شمالاً على رأس ٦٥٠٠٠ مقاتل في ٨ فبراير سنة ١٨٠٧ وحارب عند إيلان Eylan (جنوب كونيجسبرج Konigsberg) معركة من أكثر معاركه قسوةً إذ كلّفته أكثر بكثير مما كان يتكلفه في المعارك السابقة إذ كانت المدفعية الروسية متفوقة على المدفعية الفرنسية،
وكان أوجيرو Augereau قد كَبر في السن وأصبحَ يُصاب بالدوار فطلب من قائده (نابليون) إعفاءه بحجة أنه لم يعد قادراً على التفكير بصفاء ذهن، واجتاحت خَياَّلةُ موراً صفوف الأعداء، لكنهم استطاعوا الاحتفاظ بتشكيلاتهم وصمدوا حتى المساء. ثم أمر بنيجسن Bennigsen قوّاته بالتراجع تاركاً في