نابليون، ذلك التقلب الذي لم يكن له ضابط سوى الطموح المهيمن. وبمعنى من المعاني فإن نابليون مدين له بالوصول إلى منصب القنصل الأول، فقد كان رفض لوسين - باعتباره رئيساً لمجلس الخمسمائة - ما اقترحه البعض من التصويت على خروج مغتصب العرش من تحت مظلة القانون (إهدار دمه)، بالإضافة إلى دعوته (أي دعوة لوسين) الجنود لتشتيت المجلس (مجلس الخمسمائة) فأنهى اليوم لصالح نابليون.
وفي وقت لاحق اقترح سلطات ملكية لأخيه قبل الأوان، فأبعده أخوه (نابليون) عن مسرح الأحداث بإرساله سفيراً له في أسبانيا. وهنالك استخدم كل الوسائل المتاحة لهُ لزيادة ثروته وبمرور الوقت صار أغنى من نابليون ولمّا عاد إلى باريس رفض الزواج السياسي الذي رتَّبه له أخوه وتزوج وفقاً لاختياره وذهب ليعيش في إيطاليا. وعاد إلى باريس ليقف إلى جوار أخيه خلال أخطار المائة يوم لقد خُلق لوسين للشعر وبالفعل فقد كتب ملحمة طويلة عن شارلمان.
أما أخوه لويس فقد كان أيضاً له عقل أخيه ومزاجه مع قدر من القناعة والمقدرة مما جعله قلقاً أو غير مستقر في ظل أوامر أخيه (نابليون) وسيطرته. وقد أنفق نابليون على تعليمه وأخذه معه إلى مصر وجعله معاوناً له، وهناك استغل منصبه العسكري في الانخراط في علاقات جنسية أدت لإصابته بمرض السيلان، ومن ثم لم يصبر حتى يُشفى من هذا المرض تماما. وفي سنة ١٨٠٢ - وبناء على تشجيع جوزيفين - حثَّ نابليون أخاه اللامع لويس للزواج من هورتنس دي بوهارنيه Hortense de Beauharnais، وكانت شخصية نسائية لامعة.
وكان لويس زوجاً جِلفاً boorish (المقصود لا يجيد فنَّ الجِماع) وكانت هورتنس زوجة غير سعيدة وغير مخلصة، ومما ساهم في إفسادها تأثير مُتبنيها. وعندما أنجبت طفلاً (١٥ ديسمبر سنة ١٨٠٢) هو نابليون - تشارلز، تم تسجيل نابليون كأب له في العِماد، وقد أدى هذا إلى إلقاء ظلال من الشك على علاقة نابليون بزوجة أخيه، وظل هذا الشك يطارهما إلى آخر حياتهما. ومما أعطى لهذه الشائعات بعض التسويغ أن نابليون اقترح تبنّي الطفل، وكان يُدلله بشغف ويُطلق عليه لفظ ولي عهدنا أو وريث العرش، لكن هذا الطفل مات وهو في الخامسة من عمره،