وعُيّن جيروم قائداً في الجيش الفرنسي، وأحرز مكانة حَفِيَّة في معارك ١٨٠٦ - ١٨٠٧ باستيلائه على عدة حصون بروسية، وكافأه نابليون بأن جعله ملكاً على وستفاليا، وهي منطقة مؤلفة من مناطق بروسية بالإضافة إلي هانوفر وهس - كاسل Hesse-Cassel، وكي يُهيئ له شذاً ملكياً عمل على تزويجه من الأميرة كاترين ابنة ملك فيرتمبرج Wurttemberg . وفي ١٥ نوفمبر سنة ١٨٠٧ أرسل نابليون إلى أخيه جيروم خطاباً يتجلَّى فيه بشكل جلي أنَّه لازال حاكما ملتزماً بالدستور:
"إنني أرفق لك دستور مملكتك. إنه يضم الشروط التي أعلنتُ فيها كل حقوقي على المناطق التي فتحتُها، وكل ما لي من حقوق على دولتك. لابد أن تُراعيها بإخلاص … لا تُنْصت لألئك الذين يقولون إن رعاياك قد اعتادوا العبودية وأنهم لن يشعروا بالامتنان لما تُقدمه لهم. ففي مملكة وستفاليا من الذكاء والوعي أكثر مما تظن، ولن يكون عرشك راسخ الأركان إلا بثقة الشعب وحبه. إن ما يُطالب به الرأي العام الألماني بإلحاح هو أنَّ الناس ليسوا برتبهم المتوارثة وإنما بقدراتهم - وهذا الرأي سيكون لصالحك، فعليك أن تُزيل كلَّ أثر للقنانة (عبودية الأرض) والمواريث الإقطاعية بين السلطة والطبقات الأدنى درجة من رعيتك.
إن مزايا مدوّنة نابليون القانونية، والمحاكمات العلنية، وأحكام القضاء ستكون ملامح بارزة في حكومتك … لأن امتداد حكمك وترسيخه يعتمد في الأساس عليها أكثر من اعتماده على الانتصارات المدوية. أُريد أن يسعد رعاياك بدرجة من الحرية والمساواة والرخاء لم يعرفها الشعب الألماني حتى الآن .. إن هذه الطريقة في الحكم ستكون أقوى مانع حصين بينك وبين بروسيا. إنه مانع أقوى من الألب والحصون وحماية فرنسا ".
وكان جيروم لا يزال شاباً لم يتجاوز الثالثة والعشرين فلم يُقدِّر هذه النصيحة حق قدرها، فكان يُعوزه ضبط النفس والرزانة اللذان يتطلبهما الحكم، وانغمس في الرفاهية وحرص على الأبهة والمظاهر وعامل وزراءه كتابعين قليلي القيمة وجعل لنفسه سياسة خارجية خاصة به، مما ضايق أخاه الذي كان عليه أن يُفكر واضعاً في اعتباره القارة كلها. وعندما خسر أخوه (نابليون) معركة ليبتسج الحيوية (١٨١٣) لم يستطع جيروم أن يجعل رعاياه موالين لقضية الإمبراطورية، فانهارت مملكته وفرَّ هو (جيروم) إلى فرنسا. وساعد أخاه