لويس الثامن عشر مما أفزع البونابرتيين. وعندما عاد نابليون من إلبا عملت كمضيفة له، وعندما تنازل عن العرش للمرة الثانية أعطته - سراً - قلادتها الماسية التي كانت قد اشترتها بمبلغ ٨٠٠،٠٠٠ فرنك، وقد تم العثور عليها تحت وسادته عندما مات في سانت هيلانة وأعادها الجنرال دي مونثولو de Montholon إلى هورتنس، فأنقذها - بذلك - من الفقر. وماتت في سنة ١٨٣٧ ودُفنت بجوار رفاة أمها في رويل Rueil. لقد عاشت حياة حافلة بالمفارقات في تلك الأيام العصيبة.
أما جيروم بونابرت Jerome Bonaparte أصغر إخوة نابليون فقد قسَّم حياته وزوجاته بين نصفي الكرة الأرضية. وُلد جيروم في سنة ١٨٧٤ وتم استدعاؤه وهو في السادسة عشرة من عمره للخدمة في الحرس القنصلي، ودخل في مبارزة فجرح فتمَّ إبعاده إلى البحرية فارتكب كثيراً من حماقات الشباب الطائشة ودفع من جراء ذلك غرمات اقترض قيمتها من بوريين الذي قدم إيصالات لنابليون بقيمة هذه الديون غير المستردة، وعندما كان جيروم في بريست كتب لنابليون يطلب ١٧،٠٠٠ فرنك فأجابه نابليون بالتالي:
"تلقيتُ خطابك يا سيدي الملازم، وإنني في انتظار أن أسمع أنك تدرس - على متن سفينتك الحربية - مهنة أرجو أن تضع في اعتبارك أنها هي طريقك للمجد إنك لو مِت شاباً لكان في موتك بعض العزاء لي، لكن إن عشت حتى الستين من عمرك دون أن تخدم وطنك ودون أن تُخلِّف ذكرى مشرّفة، فتلك حياة كان من الأفضل لك ألا تحياها ".
وترك جيروم البحرية في جزر الهند الغربية ورحل إلى بلتيمور Baltimore وتزوج هناك وهو في سن التاسعة عشرة (سنة ١٨٠٣) من إليزابيث بترسون Elizabeth Patterson وهي ابنة تاجر محلّي، وعندما عاد بها إلي أوروبا رفض البلاط الفرنسي الاعتراف بهذا الزواج على أساس أن كليهما (الزوج والزوجة) لم يبلغا سن الرشد. ورفض نابليون دخول العروس إلى فرنسا، فاتَّجهت إلى إنجلترا وهناك أنجبت ابنا هو جيروم نابليون بونابرت وعادت إلى أمريكا فتلقَّت هناك موافقة نابليون على قدومها إلى فرنسا، وأصبحت بعد ذلك هي جدة تشارلز جوزيف بونابرت الذي شغل منصب وزير البحرية الأميركية في عهد تيودور روزفلت.