موَّلت المشروعات العامة، ورعت الآداب والفنون وشجعت باجانيني Paganini - حتى أن نابليون جعلها في سنة ١٨٠٩ دوقة تسكانيا Tuscany الكبيرة حيث واصلت أعمالها الخيّرة.
أما بولين بونابرت Pauline التي اعتبرها نابليون أجمل نساء عصرها فقد وجدت أن إبداء مفاتنها على سرير واحد (المقصود لرجل واحد) أمر لا يُحتمل - ففي السابعة عشرة من عمرها (١٧٩٧) تزوجت الجنرال تشارلز لكلير Leclerc، وبعد ذلك بأربع سنوات أمرها نابليون بمرافقة زوجها إلى سان دومنجو St.-Domingue لخوض معركة ضد توسّان لوفرتور Toussaint L'Ouverture، وربما كان نابليون يقصد بهذا إبعادها عن جو العبث الذي يعلم أنها ستنخرط فيه بمجرد غياب زوجها. على كل حال فقد مات لكلير هناك بالحمّى الصفراء، فعادت بولين إلى أوروبا مع جثمانه، وقد زوى جمالها بفعل المرض.
وفي سنة ١٨٠٣ تزوجت الأمير كاميلو بورجيز Camillo Borghese لكنها سرعان ما راحت تمارس الزنا وراح كاميلو يبحث عن المتعة مع مشرفة البيت (القيِّمة على الخدمة) وطلب نابليون من خالها الكاردينال فيش Fesch أن يوبخها أخبرها على لساني أنها لطيفة كما كانت وأنه في غضون أعوام قليلة ستغدو مرتبتها أدنى عندي بينما هي تستطيع أن تكون صالحة ومحترمة في كل أوجه حياتها وانفصلت بولين غير الطاهرة عن الأمير وفتحت بيتها العامر لجماعة الأُنس. وجعلها نابليون دوقة لجوستالا Guastalla (في مقاطعة رجيو إميليا Reggio Emilia في إيطاليا) لكنها فضَّلت أن يكون لها بلاط في باريس. وقد تجاوز نابليون عن آثامها لافتتانه بنظراتها وطريقتها، وطباعها الطيبة حتى رآها - في المرآة - تسخر من إمبراطورته الجديدة ماري لويز فنفاها إلى إيطاليا وسرعان ما أدارت صالونا في روما. وفي وقت لاحق (كما سنرى) هبَّت لمساعدته عندما أصابته الكوارث. وفي سنة ١٨٢٥ عادت لزوجها مرة أخرى وماتت بين ذراعيه، فقال رغم كل هذا فقد كانت أرق مخلوق في العالم.
أما كارولين C aroline فكانت جميلة أيضاً، وكانت في أيامها الأخيرة أكثر تأثيراً وقد قيل لنا إنها كانت ناعمة الجلد مُشربة بحمرة، وكأنَّ جلدها قطعة من الساتان الأحمر،