للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت ذراعاها ويداها وقدماها متناسقة الخلق سوية كما هو الحال في آل بونابرت. وفي سن السابعة عشرة (١٧٩٩) تزوجت جوشيم مورا Joachim Mura الذي كان قد حقق بالفعل شهرة في الحروب في إيطاليا ومصر.

ولهذه الخدمات التي أداها ولإنجازه الحيوي في مارينجو Marengo تم تعيينه دوقاً لكل من بيرج وكليف. وبينما كان منشغلاً في عاصمته دوسلدورف Dusseldorf بقيت كارولين في باريس وسمحت لنفسها بإقامة علاقات جنسية غير شرعية مع الجنرال جونو Junot الذي أرسله نابليون إلى بوردو Bordeaux، وعاد مورا إلى باريس ليرد زوجته إلى طريق الصواب، لكنه كان يهوى المعارك والتعرض للأخطار. وفي أثناء غيابه المتتابع في ساحات الحرب أخذت كارولين على عاتقها إدارة دوقيتهما، وكانت إدارتها حسنة حتى أن الناس لم يفتقدوا مورا الذي لم يكن يلفت نظرهم إلاَّ بزيه الجميل.

وفوق كل هذه العصبة من الإخوة والأخوات تتربع الأم ليتيزيا Letizia صارمة لا يخدعها شيء مستقيمة لا يُفسدها شيء. لقد شاركت ابنها فخاره لانتصاراته وشاركته الحزن العميق لما حلّت به من كوارث. وفي سنة ١٨٠٦ جعلها نابليون - وقد بلغت السادسة والخمسين من عمرها - الإمبراطورة الأم وسمح بصرف مبلغ ٥٠،٠٠٠ فرنك لها كل عام. وقدم لها بيتاً جميلاً في باريس وخدماً كثيرين لكنها عاشت العيشة المقتصدة التي اعتادتها قائلة إنها توفّر تحسباً لظروف صعبة تُلم به (بابنها نابليون). وكانوا يخاطبونها بالأم لكن لم يكن لها نفوذ سياسي ولم تحاول ذلك. وصحبت ابنها (نابليون إلى إلبا Elba كما صحبته في عودته، وراحت تراقب أحواله بقلق أثناء دراما المائة يوم، وكانت تُصلِّي من أجله.

وفي سنة ١٨١٨ قدَّمت طلباً للقوى الأوروبية بإطلاق سراحه من سانت هيلينا، مستعطفة من أجله لما أَلَمَّ به من أمراض خطيرة فلم يَرُد أحد على طلبها، وتحمّلت باستسلام قدريٍ كعادتها موت نابليون وإليزا Elisa وبولين Pauline وعدد من أحفادها، وماتت في سنة ١٨٣٦ عن عمر يناهز السادسة والثمانين. "آه يا لها من امرأة! - Voila une femme"

ولم تؤتِ خطة أسرة بونابرت مفعولها وهذا يرجع في جانب منه أنها لم تُلب حاجة الشعوب التي حكمتها ويرجع في جانب آخر إلى أن كلَّ واحد من أفراد هذه الأسرة (فيما