مهيأة للدفاع ضد أعدائها. وربما كان ميتران يحث على الانضمام لمن يهيئون مورا Murat للعرش إذا ما خلا بموت نابليون. وفي ٢٠ ديسمبر سنة ١٨٠٨ اتفق تاليران وفوشيه على أن مورا هو رجلهم المنشود، وكان مورا مجنداً. ولما تشمَّم يوجين (ابن زوجة نابليون) أخبار المؤامرة وأخبر بها أم نابليون أرسلت سريعاً من ينقلها له في أسبانيا.
وكان نابليون على استعداد لمسامحة فوشيه أكثر من استعداده لمسامحة تاليران، فنصيحة فوشيه كانت غالباً في الجانب الآمن لكن تاليران كان قد أوصى بإعدام دون دنجهين (دنجان) d'Enghien كما كان قد شجع الاستيلاء على أسبانيا، وربما كان شريكاً في مسؤولية عدم تجاوب اسكندر بالقدر الكافي. وفي ٢٤ يناير سنة ١٨٠٩ أعرب نابليون عن استيائه الشديد من تاليران بعد أن كان قد كظم غيظه فترة طويلة، وذلك عندما رآه في مجلس الدولة. لقد انفجر نابليون موبخاً إياه علناً:
"أتجرؤ أيها السيد أن تقول أنك لم تكن تدري شيئاً عن موت إنجهين!! أتجرؤ على مواصلة القول أنك لا تدري شيئاً عن الحرب الأسبانية .. ! أنسيت أنك نصحتني كتابة بإعدام انجهين؟ أنسيت أنك نصحتني في خطاباتك بإحياء سياسة لويس الرابع عشر (أي بترسيخ أفراد أسرته على عرش أسبانيا) "،
ومن ثم لوّح بقبضته في وجه تاليران وصاح فلتفهم هذا:"إذا كان لابد أن تنفجر الثورة، فستكون أول من يُسحق، مهما كان الدور الذي لعبته فيها .. إنك قذارة في جورب حريري".
وما أن قال نابليون ذلك حتى سارع بمغادرة القاعة، وسار تاليران مترنحاً وراءه وقال لمستشاريه:"يا للأسف أيتصرف مثل هذا الرجل العظيم على هذا النحو السيئ! "
وفي صباح اليوم التالي أنهى نابليون كل المهام الموكلة إلى تاليران وأوقف راتبه الذي كان يتقاضاه كموظف كبير في البلاط. لكن نابليون سرعان ما اعتذر عن نوبة انفعاله - كما هي عادته - ولم يُبدِ اعتراضاً على استمرار تاليران في الحضور إلى البلاط. وفي سنة ١٨١٢ كان نابليون لا يزال يقول:"لقد كان تاليران أفضل وزير عندي على الإطلاق ".
ولم يترك تاليران أية فرصة للإسراع بسقوط نابليون. وكانت النمسا تقوم بدورها، فقد كان كل أهلها من فقراء إلى أغنياء تواقين للقيام بمحاولة للتحرر من هذا السلام الثقيل (المفروض) الذي فرضه نابليون على النمسا. وكان