الإمبراطور فرانسيس الأول هو وحده المتردد بحجة أن مستلزمات إعداد الجيش ستؤدي بالدولة إلى الإفلاس. وأرسل إليه تاليران كلمات تشجيع:"إن الجيش الفرنسي العظيم متورّط في المستنقع الأسباني والرأي العام الفرنسي يعارض الحرب بشدة، ووضع نابليون قلق ومشكوك فيه".
وكان ميترنيخ Metternich حتى الآن مترددا، وحذَّر نابليون الحكومة النمساوية من أنها إذا استمرت في التسلّح فإنه سيبني في فرنسا جيشاً آخر مهما كانت التكاليف، ولن يكون أمامه سوى هذا الاختيار. لكن النمساويين واصلوا تسليح أنفسهم فطلب نابليون من اسكندر تحذيرهم، فأرسل القيصر لهم كلمة تحذير يمكن تفسيرها على أنها متأخرة تأخراً مقصودا.
واستدعى نابليون فرقتين من أسبانيا وجمع ١٠٠،٠٠٠ مجند إلزامي وأتاه بناء على أوامره ١٠٠،٠٠٠ جندي من كونفدرالية الراين Rhine Confederation، وكان أهل هذه الكونفدرالية خائفين على حياتهم إذا اجتاحت النمسا فرنسا، وبحلول أبريل سنة ١٨٠٩ كان تحت إمرة نابليون ٣١٠،٠٠٠ مقاتل، وتم تنظيم قوات منفصلة قوامها ٧٢،٠٠٠ مقاتل فرنسي و ٢٠،٠٠٠ مقاتل إيطالي لحماية يوجين (ابن زوجة نابليون) والمُعَيَّن في منصب نائب الملك في إيطاليا من جيش نمساوي أُرسل إلى إيطاليا بقيادة الأرشيدوق جوهان (يوهان Johann) وفي ٩ أبريل غزا الأرشيدوق كارل لودفيج Ludwig بافاريا على رأس قوة من ٢٠،٠٠٠ مقاتل، وفي ١٢ أبريل وقَّعت إنجلترا تحالفاً جديداً مع النمسا وتعهدت بتقديم معونات جديدة لها.
وفي ١٣ أبريل غادر نابليون باريس قاصداً ستراسبورج بعد أن أعلن لموظفي قصره المرتاعين في غضون شهرين سأجبر النمسا على نزع السلاح وفي ١٧ أبريل وصل إلى جيشه الرئيسي في دونّاوفوث Donauworth على الدانوب وأصدر أوامره النهائية بنشر قواته (تكوين جبهة مستعرضة) وانتصر الفرنسيون في بعض المواجهات الصغيرة في أبنسبرج Abensberg ولاندشت Landshut (١٩ و ٢٠ أبريل) وقاد المارشال دافو في إكموهل Eckmuhl (٢٢ أبريل) هجوماً لا يُقاوم على الجناح الأيسر لقوات الأرشدوق كارل لودفيج Ludwig بينما هاجمت القوات التي على رأسها نابليون القلب ولم يتراجع كارل إلا بعد أن فقد ٣٠،٠٠٠ من رجاله، وكان تراجعه إلى بوهيميا.
وزحف نابليون بقواته إلى فيينا فدخلها في ١٢ مايو بعد أن عبرت قواته إلى الشاطئ الأيمن