للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للدانوب، وكان عبوراً شاقاً استلزم جُهداً فائقاً اتسم بالشجاعة إذ كان عرض النهر عن نقاط العبور ثلاثة آلاف قدم. وفي الوقت نفسه أعاد كارل تنظيم قواته وقادها إلى الشاطئ الأيسر للنهر عند إسلنج Essling. وحاول نابليون أن يعبر النهر من جديد ليلتقي به أملاً في أن يهزمه في معركة حاسمة، لكن فيضان النهر كان مرتفعاً فأزاح ماؤه الجسور الرئيسية التي أقامها الفرنسيون وكان يتعين عليهم ترك جزء من الجيش الفرنسي وكثير من الذخيرة إذا كان لابد من العبور،

وفي ٢٢ مايو وجدت قوات نابليون البالغ عددها ٦٠،٠٠٠ (التي تمكنت من العبور) نفسها تستعد لخوض معركة مع ١١٥،٠٠٠ نمساوي، وبعد أن فقد الفرنسيون ٢٠،٠٠٠ قتيل - كان لان Lannes المحبوب منهم - أمر نابليون من تبقى ٤٠،٠٠٠ بالعودة (الرجوع عبر النهر) بأية وسائل ممكنة. وفقد النمساويون ٢٣،٠٠٠ ومع هذا فإن هذه المواجهة اعتبرت في سائر أنحاء أوروبا هزيمة ماحقة ألمَّت بنابليون. وراحت بروسيا وروسيا ترقبان نتائج الموقف بشغف، وهما على استعداد - عند أي بارقة أمل - للانقضاض على هذا المدعي المزعج الذي أفلت مرات عديدة من قبضة سادة الإقطاع.

وفي إيطاليا أصبح مصير يوجين (الذي عينه نابليون في منصب نائب الملك) متأرجحاً مع الأحداث، فقد أصبحت Milan - قاعة حكمه - غير آمنة بسبب ازدياد سخط الناس من طريقة معاملة نابليون للبابا، رغم حكم يوجين المعتدل. لقد قاد يوجين جيشه وهو في حالة ذعر بيِّنة ليواجه الأرشيدوق جوهان، وهزم في تاجيليامنتو Tagliamento في ١٦ أبريل وكان من الممكن أن يتعرّض لما هو أسوأ لولا أن جوهان - عند سماعه انتصار نابليون في إكموهل استدار عائداً يحدوه أمل يائس أن يُنقذ فيينا، وترك يوجين إيطاليا مجازفاً بملكه كي يدعم بقواته جيش زوج أمه، فتحرك بقواته أيضاً إلى الشمال ووصل بقواته إليه وخاض معه معركة فاجرام Wagram.

وعمد نابليون - بعد الخيبة التي ألمت به في إسلنج إلى تدعيم قواته ومدفعيته وأمر بتشييد الجسور على الدانوب، وحصن جزيرة لوباي Lobay تحصيناً جيداً وجعل منها