معسكراً حصيناً، ومركزاً لإصلاح السفن، وإعداد الذخيرة، ولا تبعد هذه الجزيرة سوى ثلاثمائة قدم عن الشاطئ الأيسر للنهر. وفي الرابع من يوليو أمر قواته بالعبور مرة زخرى، وأدرك نابليون أن قواته كثيرة العدد وأن كارل لودفيج Ludwig يتراجع للشمال، فتعقّبه والتقى الجمعان في فاجرام (واجرام Wagram) التي تعد واحدة من أعنف المعارك في التاريخ إذ أريقت فيها دماء غزيرة، وكان عدد القوات الفرنسية والحليفة لها ١٨٧،٠٠٠ بينما كان عدد القوات النمساوية والمتحالفة معها ١٣٦،٠٠٠.
لقد حارب النمساويون ببسالة وكانوا في وقت من أوقات المعركة قريبين من النصر، لكن نابليون كان متفوقاً في عدد جنده وفي براعة تكتيكاته، فغيّر اتجاه المعركة فبعد يومين (٥ و ٦ يوليو ١٨٠٩) استحر فيهما القتل من الطرفين أمر كارل قواته بالانسحاب بعد أن فقد ٥٠،٠٠٠ من رجال. وفقد نابليون في هذه المعركة ٣٤،٠٠٠ وبقي معه ١٥٣٠٠٠، بينما كان المتبقي مع كارل ٨٦،٠٠٠. لقد أصبحت النسبة بينهما لصالح الفرنسيين تكاد تكون ٢ إلى ١، وطلب الأرشيدوق الذي اعتراه الجزع الهدنة وأسعد هذا الطلب نابليون فوافق عليه.
وتمركز نابليون في شونبرون Schongrunn مع مدام فالفسكا Walewska وأسعده أن يعلم أنها حامل. إنه يستطيع الآن أن يقول إن عدم إنجاب جوزيفين إنما كان بسببها لا بسببه. وكان زوج ماري الهرم متسامحاً بما فيه الكفاية حتى أنه عفا عن خيانتها الزوجية ودعاها للعودة إلى مقره في بولندا، واستعد للاعتراف بالطفل الوليد باعتباره ابناً له.
وتباطأت مفاوضات السلام طوال ثلاثة أشهر وكان هذا - في جانب منه - لأن كارل لودفيج لم يستطع أن يقنع أخاه فرانسيس الأول باستحالة تنظيم مزيد من المقاومة، بالإضافة إلى أن فرانسيس الأول كان يأمل أن تهب بروسيا وروسيا لمساعدته. وساعد نابليون القيصر اسكندر على مقاومة هذا العرض بأن قدّم له جزءاً من جاليسيا Galicia ووعده بعدم استرداد مملكة بولندا، وفي أول سبتمبر أخبر القيصر النمسا أنه ليس مستعداً لنقض تعهداته مع فرنسا. وظلت المفاوضات النمساوية متعثرة فأصدر نابليون إنذاراً،
وفي ١٤ أكتوبر وقع الطرفان معاهدة شونبرون أملتها فرنسا في القصر الملكي على أعدائها القدامى من الهابسبورج Hapsburg . وتنازلت النمسا - بمقتضى هذه المعاهدة - عن إنفيرتل