للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تكاليف زوجة نابليون (ماري لويز) وراحت تاليا Tallien الأميرة الأربعين لشيماي Chimay - تزور جوزيفين ويتذكران معاً أيام حكومة الإدارة ونفوذهما القوي الذي جعلهما كملكتين، وزارتها الكونتيسة فالفسكا Walewska فاستقبلتها جوزيفين بحفاوة وراحتا معاً يندبن حظهما لضياع حبيبهما (نابليون).

لقد قضى نابليون عامين كان فيهما سعيداً وفي سلام نسبي، فقد وسَّعت معاهدة شونبرون Schonbrunn مملكته وأثرت خزانته وفتحت شهيته، فقد ضمّ إلى ملكه الولايات الباباوية (١٧ مايو ١٨٠٩) وأعاد أخاه جوزيف (يوسف) إلى عرشه في مدريد، وفي سنة ١٨١٠ وقّعت السويد - التي طال عداؤها له - معاهدة سلام مع فرنسا وانضمت للحصار القاري المضاد (المقصود منع التعامل مع البضائع البريطانية) وفي شهر يونيو قبلت - بناء على إلحاحه - أن يكون وريثاً للعرش السويدي. وفي ديسمبر ابتلع هامبورج وبريمن ولوبك Lubeck وبيرج وأولدنبورج Oldenburg وضمها للإمبراطورية الفرنسية. وأدت رغبته الشديدة في إغلاق كل موانئ القارة الأوروبية في وجه التجارة البريطانية إلى أن أصبح في نظر أعدائه غازياً نَهِماً لا يشبع يجمع الديون لأرباب الحقد والحسد.

وكانت الأمور الداخلية هادئة ومستتبة، فكانت أحوال فرنسا مزدهرة، وكان شعبها يحس بالفخار، ولم يكن هناك ما يعكر صفو انسياب الماء في النهر سوى ما أحدثه طرد فوشيه نهائيا لازدياد نفوذه زيادة كبيرة. وقد تم تعيين سافاري بدلاً منه كوزير للشرطة وعاد فوشيه إلى إكس- أن- بروفانس Aix-en. Provence ليدبِّر للانتقام لنفسه. أما الأمور الخارجية فلم تكن بمثل هذه السهولة؛ فهولندا كانت في الغاية من الاستياء لفرض الحظر على السفن البريطانية. وفقدت إيطاليا صبرها لسوء معاملة نابليون للباباوية، وكان الإيطاليون يفخرون بأنهم مقر الباباوية، وكان ولينجتون Wellington يبني جيشاً في البرتغال ليغزو به أسبانيا. وفيما وراء الراين كانت الدول الألمانية الخاضعة لحكم بونابرت متذمرة من الأعباء الضريبية في انتظار بعض الحماقات الإمبراطورية لتعود مرة أخرى لحكم سادتها السابقين الأكثر ملائمة لها.

ومع هذا فقد كانت ماري لويز حاملاً وكان الإمبراطور السعيد يَعُد الأيام