لوضعها هذا المولود. وعندما اقترب الحدث أحاطه بكل الطقوس الاحتفالية ذوات المهابة التي كانت تصاحب - تقليدياً - ميلاد طفل من البوربون، فجرى الإعلان إنه إن كان المولود طفلة فستسمع واحداً وعشرين طلقة مدفع تحية للمولودة أما إن كان المولود ذكراً فستستمر الطلقات إلى مئة وواحد. وكانت عملية الوضع شاقة جدا، فقد (أراد) الجنين أن يأتي للعالم بقدميه أولا، وقال الدكتور كورفيزار Corvisart لنابليون إنه إما أن يضحي بحياة الأم أو بحياة الوليد، فقيل له أن ينقذ الأم مهما كان الأمر.
واستخدم طبيب آخر أدوات ليعكس وضع الجني، وأصبحت ماري لعدة دقائق قريبة من الموت. وأخيراً (وافق) الجنين على الظهور برأسه أولاً، وعاش الطفل والأم (٢٠ مارس ١٨١١) ودوَّت مائة طلقة وطلقة معلنة لباريس ميلاد ذكر، وانتقل الخبر سريعاً في سائر أنحاء فرنسا، ولم يكن في أوروبا كثيرون يستكثرون على الإمبراطور هذه السعادة. فقد أرسل كل حكام أوروبا تهانيهم للأب الذي طال انتظاره لوليد ولمن تم إعلانه بالفعل ملك روما والآن ولأول مرة منذ بدأ مهامه أصبح يمكن لنابليون أن يحس بالطمأنينة بدرجة معقولة فقد أسس أسرة حاكمة يأمل أن تكون عظيمة مفيدة كالأسرات الحاكمة المعروفة بهذه الصفات في التاريخ، وربما أمكنها أن تجعل من أوروبا كياناً واحداً.