قبل الثورة. لقد نسيت الثورة هذا المشروع في خضم صراع الموت أو الحياة في هذه الفترة. لقد تم وضع خطط رائعة، لكنها لم توضع موضع التنفيذ بسبب نقص المال، كما أن الوقت الكافي لتنفيذها لم يكن متاحاً أثناء الثورة. وكان التعليم الابتدائي قد تُرِك للقسس والراهبات أو في أيدي معلمين ونظار تركهم الآباء والمجالس البلدية (الكومونات communes) يعيشون فوق خط الجوع بقليل.
وكانت المدارس الثانوية موجودة بالكاد في مؤسسات تعليمية lycees تقدم مقررات دراسية في العلوم والتاريخ دون أن تهتم - إلاّ قليلاً - بتكوين شخصية الطالب. لقد فكر نابليون في التعليم العام من منظور سياسي: إن وظيفته هي تخريج مواطنين أذكياء لكن مطيعين. لقد قال بصراحة غير معهودة في الحكومات:
"عند تكوين هيئات التدريس، فإن هدفي الأساسي هو تأمين وسائل توجيه الرأي السياسي والأخلاقي … فطالما أن المرء ينشأ دون أن يعرف ما إذا كان جمهورياً أم ملكياً، كاثوليكياً أو لادينياً irreligious، فإن الدولة لن تستطيع أبداً تكوين أمّة، وإنما ستقوم على أسس غامضة وغير أكيدة، وستكون دائماً عرضة للفوضى والتغيير".
وبعد أن أعاد الارتباط بين الكنيسة والدولة سمح لمنظمات نصف ديرية مثل جماعة إخوة المدارس المسيحية Freres des Ecoles Chretiennes بتقديم مناهج دراسية في المرحلة الابتدائية، كما سمح للراهبات بتعليم البنات الموسرات. لكنه رفض أن يدخل الجزويت Jesuits (اليسوعيين) فرنسا من جديد. ومع هذا فقد كان معجباً بهم لتنظيمهم المنضبط كنقابة مكرَّسة للمدرسين. لقد كتب نابليون (١٦ فبراير سنة ١٨٠٥):
"أن الأمر الأساسي هو تعليم الأطفال على نسق الجزويت الأوائل" وتذكر بوريين قائلا: "عندما كنت معه (نابليون) كان كثيراً ما يقول لي أنه من الضروري أن تكون كل المدارس والكليات وغيرهما من مؤسسات التعليم العام خاضعة للنظام العسكري"
وفي ملاحظة أبداها نابليون في سنة ١٨٠٥ قال: "لا يمكن تكوين نظام للتدريس إلاّ إذا خضع كل مديري المدارس وموجهيها ومعلميها في الإمبراطورية لرئيس واحد أو عدة رؤساء على نسق رؤساء