للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عموم الرهبنة ومسئوليها المحلِّيين … "

عند الجزويت (اليسوعيين) وإلاّ إذا كانت القاعدة هي ألا يشغل أي شخص منصباً أعلى في المؤسسة التعليمية إلا إذا كان قد سبق له وشغل المناصب والمراكز الأخرى الأدنى درجة. ومن المستحب أيضاً "ألا يتزوج المدرّس أو أن يؤجّل زواجه حتى يؤمّن لنفسه مركزا ودخلاً .. كافيا لإعالة أسرة".

وبعد عام (١٠ مايو سنة ١٨٠٦) ضَمِنَ أنطوان فرنسوا دي فوركروي Antoine - Francois de Fourcroy - الموجّه العام للتعليم العام من المجلس التشريعي مرسوماً مؤقتاً مفاده "تأسيس الجامعة الإمبراطورية لتكون جهازاً مختصاً دون سواه بالتدريس على مستوى الإمبراطورية" (أسست جامعة باريس حوالي سنة ١١٥٠ وألغتها الثورة الفرنسية في سنة ١٧٩٠). وكان على هذه الجامعة الجديدة ألا تكون مجرّد مجموعة كليات - كلية للاهوت، وأخرى للقانون وثالثة للطب ورابعة للعلوم وخامسة للآداب، وإنما أن تكون المؤسسة الوحيدة لتخريج مدرّسي المرحلة الثانوية في فرنسا،

وأصبح يتعين تأسيس مدارس ثانوية في مدينة أو أكثر في كل محافظة لتقدم لطلبتها مناهج دراسية تزاوج بين اللغات الكلاسيكية والآداب والعلوم وأن تقوم المجالس البلدية بتمويلها، لكن كل مدرسيها لابد أن يكونوا من خريجي الجامعة، وألا يرقى أي منهم إلى منصب أعلى إلا إذا سبق له شغل المنصب الأدنى منه، وأن يُطيع رؤساءه على نحو ما يطيع الجندي الضابط. ولحث الشباب الفرنسي على الالتحاق بهذه الطاحونة الشاقة Treadmill قدّم نابليون ٦٤٠٠ منحة دراسية تعهّد الذين حصلوا عليها بالتفرغ لمهنة التدريس وأن يؤجلوا زواجهم حتى بلوغهم سن الخامسة والعشرين على الأقل. وسيكون أمامهم في النهاية فرص الترقي لأعلى المناصب في الدولة. وقال نابليون لفوركروي: "إن كل هذا مجرد بداية، شيئاً فشيئاً ستقوم بتحقيق ما هو أكثر وما هو أفضل".

وبالفعل فقد فعل ما هو أفضل - من وجهة نظره - بأن أعاد (في سنة ١٨١٠) دار المعلمين Ecole Normale لتكون فرعاً من فروع الجامعة، وفي هذه الدار يعيشون معاً في ظل نظام عسكري ويتلقون تعليماً خاصاً على يد هيئة تدريس ذات تقدير واحترام تضم أساتذة مثل لابلاس ولاجرانج Lagrange وبيرثول Berthollet ومونج Monge وبحلول عام