للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأدب إنهم مثل المثقفين والمفكرين الذين يثرثرون وينشرون الإشاعات في الصالونات إنني أعتبر العلماء والمفكرين كالنِّسوة المغناجات الحنَّانات لابد أن يتابعهن المرء ويتحدث معهن لكنه أبداً لا يختار من بينهم زوجة له كما أنه لا يختار من بين هؤلاء الناس وزراءه ".

وفي ٢٣ يناير سنة ١٨٠٣ أعاد تنظيم المعهد وقسَّمهُ إلى أربعة أقسام، وألغى منه قسم السياسة والأخلاق. القسم الأول وهو القسم الذي كان يقدّره تقديراً شديداً مختص بدراسة العلوم. وكان من بين أعضائه الستين ادريان ليجندر Adrien Legendre ومونج وبيوت Biot وبيرثول وجاي - لوسّاك Gay-Lussac ولابلاس ولامارك وجيوفري سان - هيلير Geoffroy Saint-Hilaire وكوفييه Cuvier والقسم الثاني ويضم أربعين عضواً مختصاً بدراسة اللغة الفرنسية وأدبها وقد حلّ هذا القسم محل الأكاديمية الفرنسية القديمة، وواصل العمل في القاموس Dictionnaire وكان هذا القسم يضم الشاعر المخضرم ديليل Delille والدرامي الشهير ماري - جوزيف دي شينييه Marie Joseph de Chenier والمؤرخ الشاب جيزو Guizot والكاتب الرومانسي شاتوبريان Chateaubriand،

والفلاسفة: فولني Volney وديستوت دي تراسي Destutt de Tracy ومين دي بيرا Maine de Biran. أما القسم الثالث الذي يضم أيضاً أربعين عضواً فمختص بدراسة التاريخ القديم وتاريخ الشرق سواء التاريخ العام أم تاريخ الآداب والفنون، وفي هذا القسم تابع لويس لانجلي Langles تلك الدراسات عن فارس والهند التي أدّت بالفعل إلى ظهور مدرسة اللغات الشرقية Ecole des Langues Orientales (١٧٩٥) واكتشف جان بابتست دَنس دي فيلوسو Jan - Baptiste d'Ansse de Villoison المعلّقين السكندريين على هوميروس وبذا مهّد الطريق أمام نظرية ف. أ. ولف F.A. Wolf التي مؤداها أن أعمال هوميروس اشترك في كتابتها عدد كبير. والقسم الرابع - أكاديمية الفنون الجميلة - يضم عشرة رسامين وستة نحاتين وستة معماريين وثلاثة حفارين (مشتغلين بفن الحفر) وثلاثة ملحنين، وفي هذا القسم تألق ديفيد وانجر Ingres وهودو Houdon.

ورغم نفور نابليون من الأيدلوجيين فقد دعَّم المعهد بإخلاص وكان تواقاً لجعله حلية