للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الامتيازات الشكلية البسيطة (النص: الدّمى baubles) قال لهم نابليون إن قيادة الرجال تكون أسهل بالأوسمة (التكريم) منها بالقوّة أو السلطة، أو على حد قوله إن: "المرء يحصل على كل شيء من الرجال باستنهاض معاني الشرف لديهم ".

واتخذ الإمبراطور خطوة أخرى نحو إيجاد ارستقراطية جديدة بإنشائه في سنة ١٨٠٧ النبالة الإمبراطورية فأعطى الألقاب لأقربائه ومارشالاته وبعض العاملين في الإدارة والعلماء المبرّزين، ونتيجة لهذا وجدنا أنه في السنوات السبع التالية قد أوجد: ١٣ دوق و ٤٥٢ كونت و ١،٥٠٠ بارون ١٤٧٤ فارسا (بالمعني التشريفي لا العسكري)، وأصبح تاليران يحمل لقب أمير بنيفنتو Benevento وفوشيه أمير دوترانت Otranto- d'Otrante وجوزيف بونابرت أصبح فجأة هو الناخب الأعظم، ولويس بونابرت الكونستابل الكبير (النبيل الكبير Grand Constable) ومورا قائد الفرسان اعترته الدهشة عندما وجد نفسه الأدميرال الكبير وتم الإنعام على المارشال دافو بلقب دوق دأورشتدت Duc d'Auerstedt ولان Lannes بلقب دوق دي مونتبلو Duc de Montebello وسافاري بلقب دوق دي روفيجو Duc de Rovigo وليفبفر Lefebvre بلقب دوق دي دانتسج Duc de Dontzig. وأصبح لابلاس كونتا وكذلك فولني Volney أما أخوات نابليون فأصبحن أميرات.

وخُصص لكل لقب زى رسمي خاص بألوان بهيجة وراتب سنوي وأحياناً كان يُخصص لحامل اللقب ممتلكات كعقار أو مزارع أو أراضٍ. وأكثر من هذا فإن معظم هذه الألقاب أضحى وراثياً، وهنا نجد نابليون يدير ظهره بشكل صريح للمبادئ الجمهورية. لقد كان نابليون يرى أنه لا يمكن لأرستقراطيته الجديدة أن تحتفظ بوضعها وقوتها إلاّ بانتقال الملكية (وراثياً) وبالتالي يمكن استخدامها كدعامة للحاكم. بل إن الإمبراطور نفسه رغبة منه في الاقتراب أكثر فأكثر نحو الارستقراطية الجديدة التي سرعان ما راحت تتباهى بألقابها وملابسها الرسمية المميزة ونفوذها - أحاط نفسه بالحجَّاب والياورات ومسئولي البلاط ومسئولي القصر ومئات من الخدم، وأُحيطت جوزيفين بالوصيفات اللائي يحملن ألقاباً تعود إلى زمن البوربون وما قبل البوربون.