للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢/ ٢ - المؤلفة

كانت مد دي ستيل أعظم مؤلفة في أوروبا في زمانها وكانت أعظم كتاب فرنسا باستثناء شاتوبريان Chateaubriand لقد كتبت خمسة عشر كتاباً قبل سنة ١٨٠٠ (أصبحت هذه الكتب منسيّة الآن)، وفي ذلك العام (١٨٠٠) قدَّمت عملاً كبيراً عن الأدب De la Litterature ثم ألفت روايتين (دلفين Delphine في سنة ١٨٠٣ وكورين Corrine في سنة ١٨٠٧) وقد حقَّقت هاتان الروايتان لها الشهرة في أنحاء أوروبا.

وفي الفترة من ١٨١٠ إلى ١٨١٣ خاضت معركة حياتها لنشر عملها المهم (عن ألمانيا De L'Allemagne) ، وتركت بعد موتها كتاباً آخر مهماً وكبيراً (أفكار وتفسيرات حول … الثورة الفرنسية Considerations Sur … La Revolution Francaise) و (عشر سنوات في المنفى Les dix Annees d'exil) لقد اتّسمت كتاباتها التي أشرنا إليها هنا بالصدق، كما أنها كانت أعمالا أساسيَّة، وبعضها بلغ ٨٠٠ صفحة. وكانت مدام دي ستيل تبذل جُهدا شاقاً في العمل. لقد كانت تعمل بجد وتمارس الحب بجد ومواظبة، وتكتب بعاطفة جيَّاشة وحماس. لقد حاربت حتى النهاية أقوى رجال العصر (نابليون) وكان سقوطُه نصراً لها، مع أنها كانت تعاني ظروفاً حزينة.

لقد تناول عملها الموسوم باسم: (De la litterature consideree dans ses rapports avec les institutions sociales) موضوعاً كبيراً ومهماً:

"إنني أريد أن أفحص أثر الدين والأخلاق والقوانين على الأدب (والفكر) وأثر الأدب (والفكر) على الدين والأخلاق والقانون".

لقد كانت لا تزال تتنفّس روح القرن الثامن عشر - حرية الفكر، الفرد في مواجهة الدولة، تطور المعرفة والأخلاق، هنا لا مجال للميثولوجيا (الأساطير) الفوقطبيعية supernatural myth (التي لا تنسجم مع قوانين الطبيعة)، فقد كانت مدام دي ستيل تؤمن بنشر التعليم والعلم والمعرفة.

وكان المطلب المسبّق - في رأيها - لإحداث أي تطور هو تحرير العقل من سطوة السيطرة السياسية. فبالعقول المتحررة على هذا النحو، سينتعش الأدب (والفكر) ويتضمّن أفكاراً