يكن سعيداً بها، فقد كان في ذلك الوقت قد ولى وجهه شطر الكاثوليكية كعلاج للتفسّخ الخُلقي، والاضطراب الفكري في فرنسا، وفي ١٣ أكتوبر سنة ١٨٠٣ أصدر أمراً يمنع مدام دي ستيل من الاقتراب من باريس مسافة أربعين فرسخا.
وظننت مدام دي ستيل أن الوقت الملائم قد حان لزيارة ألمانيا. وكانت قد تعلَّمت قدراً كافياً من الألمانية يُتيح لها قراءة ما هو مكتوب بهذه اللغة، إلاّ أنها لم تكن تجيد الحديث بها، فلم لا تنعم الآن بموسيقي فيينا، ومفكري فيمار Weimar والمجتمع الملكي في برلين؟ وفي ٨ نوفمبر عبرت الراين عند متز Metz إلى ألمانيا مع أوجست والابنة ألبرتين Albertine وخادمين وكونستانت (قسطنطين) الذي أصبح بالنسبة لها عشيقاً أفلاطونياً أو بتعبير آخر فارساً أقل رتبة في خدمة فارس كبير.
٢/ ٣ - السَّائحة
وكان انطباعها الأول - في فرانكفورت - غير سار، فقد بدا الرجال في ناظريها ذوي بدانة، وكأنهم يعيشون ليأكلوا، ويأكلون ليدخنوا، وكانت تجد صعوبة في التنفس عندما يقتربون منها. وكان الألمان مندهشين من هذه المرأة المعتزة بنفسها التي لا تستطيع أن تُقدّر ما تُسببه غليوناتهم pipes من جوٍ مريح، وكتبت أمُّ جوته قائلة لابنها:
"إنها تكبس على نفسي كحجر الرحى. إنني أتحاشاها قدر استطاعتي وأرفض أي دعوة لحضور أي مكان هي فيه، إنني أتنفس بحرية أكثر عندما تكون غير موجودة".
وأسرعت جيرمين مع حاشيتها إلى فيمار حيث وجدت الشِّعر قد نقّى الجو المحيط بها. لقد كانت المدينة (فيمار) يسودها الكتّابُ والفنانون والموسيقيون والفلاسفة، وكان البلاط يقوده بتسامح وحكمة الدوق تشارلز أوجستس Charles Augustus وزوجته الدوقة لويز Luise وأمه الدوقة دواجر أنّا أمالي Dowager Anna Amalie. وكان هؤلاء الناس على درجة عالية من التعليم، ويتسمون بحسن التمييز والحصافة، وكانوا جميعاً - تقريباً - يتحدثون الفرنسية. وأكثر من هذا فقد قرأ كثيرون منهم رواية دلفين وكان عدد أكثر بكثير قد سمع عن حربها ضد نابليون ولاحظ كثيرون أنها