للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كانت ذات مال وأنها أنفقته.

وقد أكرموها بالدعوة على الغذاء والمسرح والحفلات الراقصة، ودعوا شيلر ليقرأ مشاهد من فيلهيلم تل Wilhelm Tell واستمعوا إليها وهي تقرأ فقرات طوال من كتابات راسين، وحاول جوته - الذي كان وقتئذ في يينا Jena - أن يتهرَّب من واجبه بادعاء إصابته بالبرد، لكن الدوق حثَّه على المجيء إلى فيمار رغم هذا، فأتى وتناقش مع مدام دي ستيل بغير ارتياح. ولكنه غدا حذراً بسبب تهديدها الصريح بأنها تنوي طبع تقرير عن ملاحظاته.

وكانت مستاءة خائبة الرجاء لأنها وجدت جوته على غير ما توقعت فلم يعد هو فرتر Werther وأنه تحوّل من عاشق إلي حَبْر (كبير كهنة). وحاول جوته أن يُربكها بالمتناقضات وبالآراء المتضاربة "لقد أدى تناقضي ومشاكستي بشكل عنيد إلى إصابتها باليأس في غالب الأحوال"، لكنها كانت في ذلك الوقت ودودة جداً وأظهرت على نحو متألق ذكاءها وفصاحتها وقد ذكرت هي في وقت لاحق أنه:

"كان من حسن حظي أن جوته وفيلاند كانا يتحدثان الفرنسية بطلاقة، أما شيلر فكان يناضل من أجل ذلك وقد كتبت لشيلر بود، وكتبت لجوته باحترام، فهو - أي جوته - بالإضافة إلى نابليون هما الرجلان الوحيدان اللذان قابلتهما وأجبراها على التزام حدودها" (عرَّفاها حدودها أو أوقفاها عند حدودها أو جعلاها تتحقق من إمكاناتها المحدودة)

ولم يكن شيلر مرتاحاً لسرعتها في الحديث وتوالي أفكارها بشكل سريع، لكنه انتهى متأثراً، فقد كتب إلى أحد أصدقائه:

"لقد قادني الشيطان إلى امرأة فرنسية فيلسوفة هي من بين كل المخلوقات الحية، الأكثر حيوية والأكثر استعداداً للجدال والنضال دفاعاً عن رأيها، والأكثر امتلاكاً لنواصي الكلمات، وهي أيضاً الأكثر ثقافة والأكثر اتقاداً ذهنياً من بين نساء العالمين، وإذا لم تكن شائقة حقيقة وممتعة، لما سبَّبت لي إزعاجاً".

وتنفّست فيمار الصعداء عندما غادرت مدام دي ستيل برلين بعد إقامة استمرت ثلاثة أشهر.

لقد وجدت ضباب برلين محبطاً مسببا للكآبة، بعد أن شهدت التألق في فيمار، وكان سادة الحركة الرومانسية غير موجودين بها أو وافتهم منيتهم، وكان الفلاسفة قد انشغلوا في جامعات بعيدة. هيجل في يينا، وشيلنج في فيرتسبورج Wurzburg، فكان على جيرمين