للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أموالها. وفي تبليتز Teplitz وبيرنا Pirna أجرت مباحثات مع فريدرتش فون جينتس Friedrich Von Gentz الناشر (النص وكيل الدعاية والإعلان Publicist) المعادي لنابليون عداء شديداً، وعندما علم نابليون بهذا اللقاء خَلُص بأنها تعمل على تدمير اتفاق السلام الذي عقده مؤخراً في تيلسيت Tilsit في شهر يوليو. وفي فيمار لم تجد شيلر (كان قد مات سنة ١٨٠٥) ولا جوته، فواصلت طريقها إلى جوتا Gotha وفرانكفورت، وفجأة اعتراها المرض والإحباط فأسرعت عائدة إلى كوبت.

وربما ساهمت أخبار الموت التي تلقتها، في اتجاهها نحو التأمل الباطني (التصوّف)، وقد أسهم شليجل في ذلك أيضاً، لكن التأثير الأقوى كان من الزاهد جولي فون كرودنر Julie Von Krudener والدرامي الداعر زكاريا (زكريا) فيرنر Zacharias Werner وقد جال كلاهما في كوبت في سنة ١٨٠٨. وبحلول شهر أكتوبر من هذا العام كان معظم ضيوفها بين الألمان وسادت اللغة الألمانية في صالونها واستسلم التنويريون Enlightenment لتأثير الدين الصوفي (ذي المنحى الباطني). لقد كتبت جيرمين (مدام دي ستيل) إلى أدونل O'Donnell: " لا حقيقة على هذه الأرض إلاّ الدين وسلطان الحب، وكل شيء آخر فان، بل إنه أكثر فناء من الحياة نفسها".

وفي هذا الجو كتبت كتابها عن ألمانيا De L'Allemagne. وفي سنة ١٨١٠ قَرُب كتابها من الاكتمال وتطلّعت إلى باريس لتطبعه فيها. وكتبت بتواضع إلى نابليون قائلة له إن ثمانية أعوام من النفي والبؤس قد غيّرت كل الشخصيات والقدر يعلِّم الاستسلام. واقترحت أن تذهب للولايات المتحدة وطلبت منه جواز سفر كما طلبت أن تقضي فترة انتقالية في باريس. فمنحها نابليون جواز السفر لكنه لم يوافق على دخولها باريس-. ومع هذا ففي أبريل سنة ١٨١٠ تحركت بأسرتها ومعها شليجل إلى شومونت Chaumont (بالقرب من بلوا Blois) ومنها أشرفت على طبع كتابها المخطوط ذي المجلدات الثلاثة في تور Tours. وفي شهر أغسطس انتقلت إلى فوسي Fosse المجاورة.

وسلّم الطابع نيكول Nicolle بروفات (التجارب الطباعية) للمجلدين الأوّلين إلى الرقابة في باريس، فوافقت على الطباعة بعد حذف جمل قليلة غير مهمّة. وطبع نيكول خمسة