آلاف نسخة وأرسل نسخاً للأشخاص ذوي الحيثية، وفي ٣ يونيو أُزيح فوشيه وزير الداخلية المتعاطف، وحل محله الصارم رينيه سافاري (دوق دي روفيجو de Rovigo) . وفي ٢٥ سبتمبر أحضرت جوليت ريكامييه J. Recamier للرقيب بروفات (التجارب الطبيعية) المجلد الثالث، وبروفات المجلدات كلها مع خطاب من المؤلفة للأميرة هورتنس Hortense لتسليمها لنابليون.
وقرر سافاري أن الكتاب ليس في صالح فرنسا ولا حاكمها وبالتالي فلا يمكن السماح بتوزيعه، ومن الواضح أن نابليون كان موافقاً على هذا المنع. وأمر وزير الداخلية الطابِعَ بوقف النشر، وفي ٣ أكتوبر أرسل إلى مدام دي ستيل ملحوظة صارمة مؤداها أن تُنفِّذ ما كانت قد عقدت العزم عليه وأن تغادر إلى أمريكا فورا. وفي ١١ أكتوبر هاجمت فرقة من الجنود دار الطباعة وحطمت ألواح الطباعة وحملت معها ما استطاعت الوصول إليه من مجلدات الكتاب، وفي وقت لاحق جرى فَرْمها، وطالبَ ضُباط آخرون بمخطوط الكتاب فأعطتهم جيرمين (مدا دي ستيل) الأصل، لكن ابنها أوجست Auguste أخفى نسخة احتياطية. وعوّضت المؤلفة الطابعَ عن خسارته وانسلّت عائدة إلى كوبت.
وهذا الكتاب (عن ألمانيا) كما نُشر في سنة ١٨١٣ هو محاولة جادة لتناول كل جوانب الحضارة الألمانية في عصر نابليون بإيجاز وتعاطف. إن امرأةً لها هذه الاهتمامات الكثيرة والعشّاق الكثيرون ثم بعد هذا تجد الوقت الكافي لإنجاز هذا العمل، والطاقة والكفاءة اللتين تُعينانها على إتمامه، لهي حقاً إحدى عجائب هذه الفترة المتسمة بالهيجان والاضطراب. فمن خلال خلفيتها السويسرية العالمية وزواجها من واحد من بارونات الهولشتين Holstein وتراثها البروتستنتي وكراهيتها لنابليون كانت مؤهلة لإعطاء ألمانيا كل مزية وأن تجعل - تقريبا - كل ارتباط لها فيها في صالحها، وكانت تستخدم الفضائل الألمانية كوسيلة توجه بها نقدا غير مباشر لنابليون وطغيانه، ولتقدم الثقافة الألمانية للفرنسيين كثقافة غنية بالمشاعر والعواطف والدين وبالتالي كثقافة مناسبة بشكل جيد لتصحيح ما ساد بين مثقفي فرنسا من صفة الشك والمصلحة (حب الذات) والميل للسخرية.
ومن الغريب أن نقول أنها لم تهتم بفيينا رغم أن فيينا كانت مثلها مرحة وحزينة في آن واحد - مَرِحةً بسبب النبيذ والكلام (المناقشات والأحاديث) وحزينة بسبب موت الحب،