كرسها) أساسي للأخلاق. لقد شعرت أنه بهذه النظريات فصل "كانط بيد ثابتة إمبراطورية الروح عن إمبراطورية الحواس" وعلى هذا فقد أقام الأساس الفلسفي للمسيحية كبناء خُلقي فعّال.
ورغم أنها كانت قد جعلت من الوصية السادسة من الوصايا العشر ساحة مخضبّة بالدماء إلا أنها اقتنعت أنه لا حضارة تبقى بلا أخلاق، ولا أخلاق بلا عقيدة دينية. ودللت على أن تدخل العقل في الدين إجراء خائن فالعقل لا يعطي السعادة لمن فقدوها فالدين سلوى البؤساء وثروة الفقراء ومستقبل الأموات وفي هذا وافقها الإمبراطور والبارونات. وعلى هذا فقد كانت تُفضل بروتستنتية ألمانيا على الكاثوليكية التي تدعيها الطبقة العليا الفرنسية. واهتزت مشاعرها عند سماع الترانيم الدينية الرائعة منطلقة من حناجر الألمان في الأماكن المخصصة للتراتيل في الكنائس وفي المنازل والشوارع، واشمأزت لأن أثرياء الفرنسيين يفضلون حضور البورصة (سوق الأوراق المالية) تاركين الفقراء ليلتقوا بالرب (المقصود لينفردوا بالتعبّد). وكان لديها كلمة طيبة تقولها للإخوة المورافيين Moravian Brethren، فالفصل الأخير في كتابها يمثل دعوة للحماسة الصوفية (الوجد الديني الباطني) - إنه المعنى الباطني للدعوة إلى الله كُلّي الوجود (سبحانه).
لقد كان كتاب (عن ألمانيا) واحداً من رز الكتب في عصره، لقد كان بالنسبة لها يُمثل قفزة هائلة من كورين (الرواية) إلى كانط (الفيلسوف) مع ما فيه من بعض القصور لظروف العصر، ونزوع كاتبته إلى التمرد. وكان نابليون حكيما عندما قلّص تأثيره بالإقلال من امتداحه. لقد كان كتاباً رائعا من سيّدة غير متعاطفة مع توجهات الحكومة. لقد انتقدت الرقابة على المطبوعات بشدّة، لكن كان عليها أن توضح قضيتها وتدعمها.
لقد امتدحت ألمانيا في كثير من الصفحات على حساب فرنسا، لكنها غالبا ما كانت تمتدح فرنسا على حساب ألمانيا، ويحوي الكتاب مئات الفقرات تبث فيها حبها لوطنها (فرنسا) المحرم عليها. وتناولت بخفة وحساسية الموضوعات الغامضة (غير الواضحة) لكنها كانت تهدف إلى جذب اهتمام قِطَاع عريض من القراء في فرنسا، وبتلك الوسيلة تحقق تفاهماً عالميا. لقد