وأُعجبت مدام دي ستيل بالجامعات الألمانية كأفضل جامعات في العالم في ذلك الوقت، لكنها كانت تأسى للغة الألمانية بما فيها من حروف صامتة متوالية، كما بغضت تركيب الجملة الألمانية وطولها، تلك الجملة التي تجعل الفعل الحاسم في آخرها (أي الفعل الأساسي الذي يحدّد المعنى)، وبذا تكون المقاطعة أو المداخلة أثناء الحوار أمراً صعباً، وكانت تشعر أن المداخلة أو المقاطعة إنما هي حياة المناقشات. كما أنها وجدت في ألمانيا القليل جداً من المناقشات المُفعمة بالحيوية والمهذبة في الوقت نفسه. تلك المناقشات التي تعد خاصية من خواص الصالونات الباريسية.
وهذا فيما ترى كان يرجع إلى عدم وجود عاصمة وطنية (واحدة) لألمانيا يمكنها - أي العاصمة - أن تجمّع مفكري البلاد (ألمانيا)، بالإضافة إلى العادة الألمانية المتمثلة في إبعاد الألمان للنساء عن مائدة العشاء أو الغداء عندما يشرعون في التدخين أو الحديث.
"في برلين قلما يتحدث الرجال إلا مع بعضهم، فالجو العسكري (المقصود الروح العسكرية) يجعلهم يتسمون بشيء من الخشونة والغلظة ينأى بهم عن مشاكل مجتمع النساء"
وعلى أية حال ففي فيمار نجد السيدات مثقفات وميّالات للحب والعشق ونجد الجنود وقد هذبوا من عاداتهم وسلوكياتهم، ونجد الدوق وقد تحقق من أن شعراءه قد خلّدوا له مكانا لائقاً في التاريخ. "ورجال الأدب في ألمانيا .. كوّنوا - في نواحٍ كثيرة - أكثر التجمعات المتنورة تميزاً في العالم".
لهذا السبب رحبت مدام دي ستيل بالفلسفة الألمانية رغم صعوبتها لأنها - مثلها في ذلك مثل مدام دي ستيل - تركز على الذات. إنها - أي الفلسفة الألمانية - ترى في الشعور (الوعي) معجزة أعظم من ثورات العلم. لقد رفضت سيكولوجيا لوك Locke وكوندياك Condillac التي قصرت كل المعارف على الحواس، وبالتالي جعلت الأفكار آثاراً لأشياء خارجية، وهذا - فيما شعرت - يؤدي ولا مناص إلى المادية materialism والإلحاد atheism (إنكار وجود الله).
وفي واحد من أطول فصول كتابها حاولت - بتواضع - أن تحدثنا عن جوهر الديالكتيك الكانطي (فلسفة كانط فيما يتعلق بالديالكتيك): إنه - أي هذا الديالكتيك disclaimer - يُعيد العقل إلى مكانه كمشارك فعّال في البحث عن الحقيقة، والإرادة الحرة (حرية الاختيار) كعنصر فعلا في تقرير الأفعال، والالتزام الخلقي الذي يمليه المضير كمقوِّم (بتشديد الواو