السويد أو إنجلترا فربما تجد ناشراً لمخطوط كتابها الذي أخفته (عن ألمانيا)، لكنها لم تكن تستطيع أن تلتمس طريقاً إلى السويد خلال أي من المناطق الخاضعة لسلطة نابليون، فقررت أن تأخذ مخطوطها سراً عبر النمسا ومن ثم عبر روسيا إلى سان بطرسبرج ومنها إلى ستوكهولم حيث سيساعدها الأمير بيرنادوت.
ولم يكن يسيراً عليها أن تترك الوطن الذي حققت فيه شهرتها، وفيه قبر أمها التي لم تستطع - الآن - نسيانها وقبر أبيها الذي كان لا يزال يبدو لها حكيم السياسة وقديس المال - وفي ٧ أبريل سنة ١٨١٢ أنجبت ابنها من روكا Rocca وأرسلته إلى مربية تعتني به، وفي ٢٣ مايو سنة ١٨١٢ استطاعت أن تفلت من مراقبة كل جواسيس نابليون فصحبت ابنتها ألبرتين وابنيها وعشيقها العجوز شليجل وعشيقها الجديد روكا أو أنها سبقتهم ثم تبعوها هم، قاصدة فيينا على أمل أن تدبر هناك جواز سفر إلى روسيا ومن ثم تجد طريقها إلى سان بطرسبرج وقيصر الوسيم المتحرر المتحلي بروح الفروسية. وفي ٢٢ يونيو عبر نابليون بخمسمائة ألف جندي النيمن Niemen في روسيا على أمل أن يجد هناك قيصر المهزوم النادم.
وقد روت جيرمين قصة رحلتها هذه في كتابها عشر سنوات في المنفى Ten Years of Exile. إن المرء وهو يتأمل الآن هذه الإرادات والأحداث المتشابكة، ليدهش للشجاعة التي دفعت هذه المرأة المنهكة عبر آلاف العوائق والمشاكل لتصل - عبر شعب كان التصور أنه بربري - إلى زيتومير (تسيتومير Zhitomir) في بولندا الروسية (المناطق البولندية التابعة لروسيا) قبل وصول جيوش نابليون بثمانية أيام فقط لقد أسرعت إلى كييف Kiev ومنها إلى موسكو حيث - ويا للقدر - تلبثت لزيارة الكرملين لتستمع إلى موسيقى الكنيسة وتزور المبرزين المحليين في العلم والأدب. وقبل وصول نابليون بشهر غادرت موسكو عن طريق نوفجورود Novgorod إلى سان بطرسبرج، وفي كل مكان في المدن التي مرت عليها تلَّقاها الناس كحليف مميز في الحرب ضد الغازي (نابليون). وتملَّقت القيصر وامتدحته كأمل للحرية الأوروبية (الليبرالية الأوروبية) وخططت معه لتنصيب بيرنادوت ملكاً على فرنسا.
وفي سبتمبر وصلت إلى ستوكهولم وساعدت في إدخال بيرنادوت في تحالف ضد