نابليون وبعد أن أقامت في السويد ثمانية أشهر عبرت إلى إنجلترا، فنادت بها لندن كسيدة أوروبا الأولى، وأتى بايرون Byron وغيره من ذوي الحيثيات لتقديم احترامهم لها، ولم تجد صعوبة في ترتيب نشر مجلدات كتابها (عن ألمانيا) مع ناشر كتب بايرون وهو جون مري Murray (كان هذا في أكتوبر سنة ١٨١٣)، وبقيت في إنجلترا بينما الحلفاء يهزمون نابليون في ليبزج Leipzig، ويتجهون إلى باريس ويضعون لويس الثامن عشر على العرش.
وعندها (في ١٢ مايو سنة ١٨١٤) أسرعت بعبور القنال الإنجليزي (المانش) واستعادت صالونها في باريس بعد عشر سنوات في المنفى واستضافت ذوي الحيثية من اثني عشر بلداً - الإسكندر، وولينجتون Wellington وبيرنادوت، وكاننج Canning وتاليران، ولافاييت. ولحق بها كونستانت وتألقت مدام ريكامييه Recamier مرة أخرى. ودعت جيرمين (مدام دي سيتل) الإكسندر إلى تذكّر إعلاناته (بياناته) الليبرالية، وحث الاسكندر وتاليران الملك لويس الثامن عشر أن (يمنح) رعاياه الذين استعادهم دستورا ينص على وجود مجلسين تشريعيين على النسق البريطاني، وأخيراً أصبح لمونتسكيو Montesquieu طريقه. لكن مدام دي ستيل لم تكن تحب كلمة (يمنح to grant) هذه فقد أرادت أن يعترف الملك بسيادة الشعب وسلطته المطلقة. وفي يوليو سنة ١٨١٤ اتخذت طريقها عائدة إلى كوبت منتصرة فخورة، لكنها كانت تحس باقتراب أجلها.
إن مغامراتها ومعاركها وحتى انتصاراتها استنزفت حيويتها المذهلة. ومع هذا فقد اهتمت بروكا Rocca أثناء موته، ورتبت لزواج ابنتها من الدوق دي بروجلي Broglie وبدأت تكتب تحفتها ملاحظات على الأحداث الرئيسية للثورة الفرنسية Considerations sur les principaux evenements de la Revolution Francaisc في ٦٠٠ صفحة. وكان الجزء الأول من هذا الكتاب مُخصصا للدفاع عن نيكر (أبيها) في كل سياساته، والثاني تشجب فيه بقوة حكم نابليون الاستبدادي. فهو - أي نابليون - بعد استيلائه على السلطة بدت كل حركة من حركاته في ناظريها خطوة نحو الدكتاتورية، وكانت حروبه - في ناظريها - دعامات ومبررات لممارسة الحكم المطلق، وقبل ستندهال Stendhal - قبل تين