للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

Taine بكثير - كانت تُشبِّه نابليون بالقادة العسكريين الإيطاليين في القرنين الرابع عشر والخامس عشر لقد قرأ مبادئ مكيافيللي في الحكم واقتنع بها دون أن يشعر بحبٍ لوطنه يمكن مقارنته بحبه لهذه المبادئ.

لم تكن فرنسا حقيقة بلاد آبائه وإنما كانت حجراً يعتليه ليعلو فوقه. ولم يكن الدين بالنسبة له قبولاً متواضعاً بوجود الموجود الأعظم وإنما أداة للفتح والغزو والسلطة، فالرجال والنساء لم يكونوا في ناظرية أرواحاً وإنما مجرد أدوات. لم يكن سفاحاً متعطشاً للدماء ولكنه كان دوما غير مبال بالقتلى مادام النصر قد تحقق. لقد كانت فيه غِلظة قائد العساكر المرتزقة وليس خلق الإنسان المهذب (الجنتلمان) وأدى هذا إلى تتويج سُوقي جعل من نفسه قاضياً ورقيباً على كل حديث وكل فكر، وعلى كل الصحافة التي كانت هي الملاذ الأخير للحرية، وعلى الصالونات التي كانت قلاعاً للعقول المتحررة في فرنسا. إنه لم يكن ابن الثورة، وإن كان ابناً لها فهو أيضاً قاتلها.

وعندما علمت مدام دي ستيل بخطة تُحبَك لقتل نابليون ذلك الإمبراطور المعزول عن العرش أسرعت بإخبار أخيه جوزيف بذلك وعرضت أن تذهب إلى إلبا Elba لتحمي عدوّها المخلوع، فأرسل نابليون يشكرها على موقفها، وعندما عاد من إلبا واستعاد حُكم فرنسا دون تفاخر، لم تستطع أن تكتم إعجابها بشجاعته:

"إنني لن أكف عن معارضة نابليون لقد فعل ما هو طبيعي لاستعادة عرشه، وكانت مسيرته من كان Cannes إلى باريس واحدة من أعظم مظاهر الجُرأة والجسارة في التاريخ".

وبعد واترلو انسحبت أخيراً من ميدان الصراع السياسي. ولم تستسغ احتلال قوات أجنبية لفرنسا كما لم تستسغ اندفاع النبلاء القدامى لاستعادة الأرض والثروة والسلطان. وعلى أية حال فقد كانت سعيدة بأن يرسل لها لويس الثامن عشر العشرين مليون فرنك التي كانت الخزانة الفرنسية مدينة بها لأبيها نيكر أو لورثته. وفي العاشر من أكتوبر سنة ١٨١٦ تزوجت روكا بشكل شخصي (دون مراسم زواج) وفي ١٦ أكتوبر رغم أن كليهما كان مريضاً، اتجها إلى باريس وأعادت جيرمن (مدام دي ستيل) افتتاح صالونها. وكان هذا آخر نصر حققته. وحضر لصالونها أشهر قاطني باريس: