ومنه إلى خليج المكسيك ومن هناك عَبْر آلاف الأميال ومئات الجبال إلى فلوريدا. وقارنَ النقّادُ المسافات ووسيلة الانتقال بزمن الرحلة وانتهوا إلى أن روايته مشكوك فيها. كما أنه وظفَ حيوانات المنطقة وغطاءَها النباتي بما لا يتفق أبداً مع طبيعة هذه المنطقة وغطائها النباتي بعد رحلته بمائة سنة، وعلى أية حال فإن قرناً من الزمان يكفي لتغيير الحياة البرية في المنطقة تغييراً حاداً، ولو حتى من خلال انتشار الزراعية والتعدين وارتفاعات الأرض وانخفاضاتها.
وبعد أن مكث مع الهنود الحمر من جماعات السمينول Seminole اتخذ طريقه نحو الشمال الغربي إلى شيليكوث Chillicothe وهي الآن إلينوي Illinois. وهناك قرأ في صحيفة إنجليزية أخبار هروب لويس السادس عشر إلى فارين Varennes (٢٢ يوليو ١٧٩١) فأصابه الرعب فمعنى القبض على الملك تعرض حياته - يومياً - للخطر. "قلت لنفسي: عُد لفرنسا وقطعت رحلاتي فجأة"
وفي ٢ يناير سنة ١٧٩٢ وصل فرنسا بعد غياب دام تسعة أشهر، وكان عمره عند عودته لا يتجاوز الثالثة والعشرين.
٤/ ٢ - تطوره
لقد كان قد أنفق تقريباً كل ما لديه من مال، وكان لا يزال غير متيقن ولا آمن في وطن يُعادي الفيكونتات (المقصود النبلاء عامة) ويسير نحو الحرب ومذابح سبتمبر. ونصحه أَخَواته أن يتزوّج بالمال ودبّرا له عروساً في السابعة عشرة من عمرها قبلت مهراً معتدلة وهي سيليست بوسو دي لا فني Celeste Buisson de La Vigne فتزوجها في ٢١ فبراير سنة ١٧٩٢. وظلت سيليست المتواضعة مُخلصة له خلال كل التقلبات التي مرت به وتحملت خليلاته وتحملته خلال فترة صراعه مع نابليون مع أنها كانت معجبة به (بنابليون) وبعد سنوات طوال تعلّم شاتوبريان أن يحبها. وذهبا للعيش في باريس معاً بالقرب من أختيه لوسيل Lucile وجولي Julie . وضاع جزء من ثروة زوجته كان يتم استثماره في سندات تصدرها الكنيسة عقب مُصادرة حكومة الثورة للممتلكات الكنسية وخسر رينيه جزءاً آخر على موائد القمار.