" Essia historique، politique، et moral sur les revolutions anciennes et moderns".
وكان هذا عملاً جديراً بالالتفات من شاب لم يتجاوز التاسعة والعشرين من عمره ينقصه انضباط حياته وإن كان غنياً بالأفكار. لقد برهن شاتوبريان على أن:
"الثورات هيجان يحدث بشكل دوري، وما يتبعها يتخذ دوماً شكل منحنى يبدأ بالثورة ويمر بالاضطراب والفوضى وينتهي بالدكتاتورية. ومن هنا وجدنا الإغريق يخلعون ملوكهم ويُقيمون الجمهوريات ثم يرضخون للإسكندر، ووجدنا الرومان يخلعون ملوكهم ويُقيمون جمهورية ثم يرضخون للقياصرة"
وهنا نجد أن شاتوبريان يتنبأ بنابليون قبل الثامن عشر من برومير Brumaire بعامين.
"إن التاريخ دائرة أو أنه دوران متكرر على الدائرة نفسها، مع ظهور أهداب من هذه الدائرة تجعل القديم يبدو جديدا، ومع هذه الانقلابات العظيمة الواضحة يسقط البشر في الشرور نفسها، ويكررون أيضاً ما هو خير. وليس هناك في التاريخ تطور حقيقي، حقيقة إن المعلومات تزداد، وإنما - فقط - لتكون في خدمة الموهوبين الذين لا يتغيَّرون. والإيمان بالتنوير كوسيلة للوصول بالإنسان إلى كمال لا حد له، هذه الفكرة وهم طفولي. ومع هذا فقد نجح التنوير في تقويض دعائم المسيحية (وهذه النتيجة أذهلت معظم القراء) وليس هناك احتمال راجح أن يستعيد الدين مكانته في نفوس شبابنا في هذه القرن حيث السلام السياسي والحرب الفكرية. فأي دين سيحل - إذن محل المسيحية؟ أو بتعبير آخر ما هو الدين الآخر الذي سيُحلِّه المسيحي محل دينه؟ ربما لا دين آخر"
(هكذا انتهى الشاب المتشكك). فالنزاعات الفكرية والسياسية ستقوّض الحضارة الأوروبية وستعود بأوروبا إلى بربريتها الأولى.
لقد حقق هذا الكتاب لشاتوبريان شهرة في أوساط المهاجرين الفرنسيين لكنه صدم أولئك الذين شعروا أن الارستقراطية والدين يجب أن يقفا معاً ويصمدا معاً، أو أن يموتا منفصلين. وقد ترك هذا النقد أثره في شاتوبريان، فقد كانت كتبه التي صدرت بعد ذلك - في جانب كبير منها - اعتذاراً عن هذه الفكرة، لكنه الآن قد غدا متأثراً تأثراً عميقا بخطاب أرسلته له من فرنسا أخته جولي Julie في أول يوليو سنة ١٧٨٩: