ما متآلفين مع الوصايا العشر التي قام عليها نظامنا الاجتماعي وبالتالي الحضارة المسيحية.
"أليست جريمة كبرى أن تنزع من الناس العقائد التي ساعدتهم في السيطرة على الفوضى الاجتماعية وتحمل الظلم والشر والمعاناة، والمصير المحتوم الذي لا مهرب منه - الموت؟ "
وعلى هذا فإن شاتوبريان قد عبّر في مذكراته الأخيرة عن إيمانه وشكه في الوقت نفسه. إن روحي لا تميل للاعتقاد في شيء حتى في نفسي، وتميل إلى ازدراء كل شيء - الفخامة والعظمة والبؤس والشعوب والملوك،
"ومع هذا فإن روحي يهيمن عليها العقل الذي يطالبها بالتسليم بكل ما هو جميل: الدين والعدالة والإنسانية والمساواة والحرية والمجد".
وفي سنة ١٨٠٠ دعا فونتين شاتوبريان للعودة إلى فرنسا، وكان فونتين شخصاً مقبولاً للقنصل الأول (نابليون) وفي مقدوره أن يضمن ألاَّ يتعرض هذا الشاب المهاجر (شاتوبريان) للأذى. وكان نابليون يفكر بالفعل في إعادة الكاثوليكية، وقد يساعده كتاب جيِّد عن فضائل المسيحية في مواجهة سخرية اليعاقبة Jacobins، تلك السخرية التي لا مناص من مواجهتها إن هو (نابليون) أعاد الكاثوليكية.
وفي ١٦ مايو سنة ١٨٠٠ عاد شاتوبريان إلى زوجته وأخته لوسيل Lucile في باريس، وقدّمه فونتين للدوائر الأدبية التي تجمع أفرادها في بيت الكونتيسة بولين دي بومومنت Pauline de Beaumont التي كانت سهلة الانقياد نحو الإثم لكنها جميلة، وهي ابنة الكونت أرمان - مارك دي مونتموري Armand-Mare de Montmorin الذي كان في وقت من الأوقات وزيراً للخارجية في عهد الملك لويس السادس عشر، وقطع الثوار رأسه بالمقصلة بعد ذلك،.
سرعان ما أصبحت بولين خليلة شاتوبريان. وفي بيتها الريفي وبتشجيعها أنهى كتابه عبقرية المسيحية. ولم يكن يعتقد أن الوقت المناسب قد حان لنشر كتاب يعارض بشدَّة الحركة المتشككة في المسيحية السائدة في دوائر الفكر والأدب، لكن في سنة ١٨٠١ قدم لباريس مئة صفحة مستخلصة منه على شكل نص نثري ذي طابع شعري يقدم