الرياضيات فَنّا. ولم يكن جوزيف (يوسف) فورييه Fourier راضيا بطريقة أيرز Isere (١٨٠١) فأراد أيضا تسجيل المعلومات عن توصيل الحرارة في صياغات رياضية دقيقة.
فأجرى على مراحل، تجارب في جرينوبل Grenoble وطوّر، بل واستخدم ما يعرف الآن باسم متتاليات فورييه Fourier Series في المعادلات التفاضلية - ولا زالت معادلات فورييه التفاضلية هذه فعالة في مجال الرياضيات ولا تزال سرا غامضا بالنسبة للمؤرخين. وقد أعلن اكتشافاته في سنة ١٨٠٧ لكنه لم يعرض منهجه ونتائج بحوثه في هذا المجال في كتابه نظرية تحليلية في الحرارة Theorie Analytique de la Chaleur (١٨٢٢) الذي يعد واحداً من أكثر الكتب أهمية في القرن التاسع عشر لقد كتب فورييه:
"أثر الحرارة موضوع لقوانين ظهرت باستمرار، ولا يمكن اكتشاف هذا الأثر دون الاستعانة بالتحليل الرياضي. وهدف النظرية التي علينا أن نشرحها هو عرض هذه القوانين وإظهارها. إن التحليل الرياضي يختصر كل البحوث الفيزيائية عن انتشار (امتداد) الحرارة في مسائل متعلقة بحساب التكامل، بعد إخضاع الانتشار الحراري للتجارب .. وهذه الاعتبارات تقدم لنا مثالاً فريدا للعلاقة الموجودة بين الرياضيات، والقضايا (أو المسائل) الطبيعية".
والأكثر إثارة هي التجارب التي أجراها جوزيف لويس جاي لوزاك Lussac بهدف قياس أثر الارتفاع عن سطح البحر على المغناطيسية الأرضية وانتشار الغازات، ففي ١٦ سبتمبر ١٨٠٤ صعد في بالون إلى ارتفاع ٢٣،٠١٢ قدم، وأدت اكتشافاته التي كتب عنها تقريراً إلى المعهد العلمي الفرنسي في الفترة من ١٨٠٥ إلى ١٨٠٩ إلى وضعه بين مؤسسي علم الأرصاد الجوية (الميتيورولويجا meteorology) كما أن دراساته (التي أتت بعد ذلك) عن البوتاسيوم والكلور والسيانوجين cyanogen كانت تعد استمرارا لأبحاث لافوازيه Lavoisier وبيرثول Berthollet في جعل الكيمياء النظرية في خدمة الصناعة والحياة اليومية.
وكان الأكثر تأثيراً في العلوم الفيزيائية في عهد نابليون هو لابلاس Pierre Simon Laplace انه لم يكن يدري أنه كان أوسم رجل في مجلس الشيوخ الذي تم تعيينه فيه بعد فشله كوزير للداخلية. وفي سنة ١٧٩٦ قدّم بأسلوب متألق لكن ليفهمه العامة كتابة عن نظام الكون " Exposition du Systeme du Monde" تناول فيه نظريته السديمية cosmic origins (نظرية