بوجود عدد من الجحيمات يبلغ مائة وثمانية وعشرين، أعدت لشتى الغايات ومختلف الأعداء وآمنت بعالم للشياطين، كما آمنت بعالم للقديسين، وكذلك آمنت بوجود شيطان مشخص (يسمونه أوني) له قرون وأنف أفطس ومخالب وأنياب، ويسكن في مكان مظلم يقع في الشمال الشرقي، وأنه آناً بعد آن يغري النساء بالذهاب إليه هناك ليمتعنه، كما يغري الرجال ليستمد منهم في غذائه مادة البروتين (٩٢)؛ ولكن إلى جانب هذا كله كانت عقيدة البوذية اليابانية أن هناك "بوذين" كثيرين على استعداد أن يخلعوا على بني الإنسان جزءاً من الرحمة التي جمعوها مقداراً على مقدار بسبب عودتهم إلى الحياة مرة بعد مرة، وفي كل مرة يقضون حياتهم في فضيلة، وكانت هنالك كذلك عقيدة في آلهة رحيمة؛ مثل "مولاتنا كوانون" ومثل "جيزو" الذي يشبه المسيح؛ وفي أمثال هؤلاء تجد الرحمة الإلهية بأدق معانيها؛ وكانت العبادة يؤدّى بعضها صلاةً عند مذابح المنازل أو عند أضرحة المعابد، على أن معظم عبادتهم كان يتخذ صورة المواكب المرحة؛ كانت الديانة فيها تخلي المكان الأول لمظاهر الغبطة والفرح، وكانت التقوى تتبدى علائمها في لبس النساء للأثواب الجميلة، وفي انغماس الرجال في ألوان المتع؛ ويستطيع العابد الجادّ في عبادته أن يظهر روحه بالصلاة مدى ربع ساعة تحت شلال دافق في قلب الشتاء، أو بالأخذ في رحلات ينتقل فيها من ضريح إلى ضريح من أضرحة مذهبة ليشبع روحه أثناء هذه الرحلات بجمال أرض الوطن؛ ذلك لأن الياباني يستطيع أن يختار لنفسه مذهباً من عدة مذاهب في البوذية: فله أن يحقق وجود نفسه وأن يلتمس سعادة نفسه عن طريق شعائر "زِنْ"(أي التأمل) الهادئة؛ وله أن يتبع "نيشيرين" المتأجج فيأخذ عنه مذهب اللوتس ويظل في صيام وصلاة حتى يظهر له بوذا بشخصه؛ وله أن يختار لطمأنينة نفسه مذهب الأرض الطاهرة؛ بحيث لا يجد الخلاص إلا في الإيمان؛ وله أن يختار لنفسه سبيلها في حج صبور إلى حيث دير "كوباسان" وهناك يبلغ الجنة بأن