للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسرعان ما راحت آلاف المداخن تقذف بدخانها في سماوات المراكز الصناعية الناشئة - مانشستر، وبرمنجهام، وشفيلد، وليدز، وجلاسجو، وادنبره Manchester، Birmingham، Sheffield، Leeds، Glasgow، Edinburgh - وكان في بريطانيا في سنة ١٧٥٠ مدينتان سكان كل منهما ٥٠،٠٠٠، وفي سنة ١٨٠١ بلغ عدد مثل هذه المدن ثماني، ستصبح في سنة ١٨٥١ تسعاً وعشرين مدينة. وتم تمهيد الطرق لتسهيل نقل المواد الخامة والوقود والمنتجات للمصانع والأسواق والموانئ، وتم تشييد مركبات الجياد العمومية التي تسع الواحدة منها ثمانية ركاب ولتقطع عشرة أميال في الساعة. وفي نحو سنة ١٨٠٨ قام توماس تلفورد Thomas Telford بابتكار أسطح جديدة للطرق تشبه بشكل أساسي الطرق السريعة المرصوفة بالحصباء هذه الأيام، وفعل الشيء نفسه جون مكآدم John McAdam في نحو سنة ١٨١١، وكلاهما من المهندسين الاسكتلنديين. وفي سنة ١٨٠١ شيد جورج تريفيثك Trevithick أول محرك بخاري لسحب عربة المسافرين فوق قضبان، وفي سنة ١٨١٣ شيد جورج ستيفنسون Stephenson محركاً أفضل، وفي سنة ١٨٢٥ افتتح أول سكة حديدية نظامية تجري عليها قاطرات بخارية بين ستكتون Stockton ودارلنجتون Darlington. وفي سنة ١٨٠١ بدأ تشغيل أول قارب بخاري في القناة الاسكتلندية، وفي سنة ١٨٠٧ شيد مصنع بولتون ووات Boulton & Watt قارباً بخاريا لنقل الركاب حذا فيه حذو أنموذج قدمه روبرت فلتون Robert Fulton الذي أطلق قاربه (كليرمونت Clermont) من نيويورك إلى ألباني Albany في أغسطس من العام نفسه. وفي هذه الأثناء كانت لندن وهارفتش Harwich ونيوكاسل Newcastle وليفربول وجلاسجو موانئ متطورة وبها تسهيلات للتجارة عبر المحيط، وكان نيلسون قد انتصر في أبي قير وفي الطرف الأغر، محققاً لإنجلترا السيادة على البحار.

وفي سنة ١٨٠١ أجرت الحكومة أول إحصاء مبني على أسس علمية في بريطانيا العظمى (إنجلترا، وويلز، واسكتلندا) وأدى هذا إلى فزع المواطنين الذين استاءوا من انتهاك خصوصياتهم كمقدمة لإخضاعهم لتنظيم صارم. وأظهرت نتيجة الإحصاء المسجلة أن عدد سكان بريطانيا العظمى في ذلك الوقت كان ١٠،٩٤٢،٦٤٦ (كان عدد سكان الولايات المتحدة في ذلك الوقت نحو ٦،٠٠٠،٠٠٠) وبحلول عام ١٨١١ كان عدد سكان