بريطانيا العظمى قد ازداد ليصبح ١٢،٥٥٢،١٤٤. وربما تعكس الزيادة زيادة كميات الطعام المتاحة وتحسن الخدمات الطبية وانخفاض نسبة الوفيات بين كبار السن والأطفال.
لقد زاد سكان لندن في سنة ١٨١١ ليصبح ١،٠٠٩،٥٤٦ لكن التوسع الأكثر أهمية والأكثر ضخامة كان في الشمال والغرب الصناعيين، وفي سنة ١٨١١ كان عدد السكان العاملين في مجالي الزراعة والرعي هو: ٨٩٥،٩٩٨ على وفق ما هو وارد في السجلات بينما كان العاملون في مجالي الصناعة والتجارة ١،١٢٨،٠٤٩ وفي أعمال أخرى ٥١،٩١٦٨.
لقد ضيّقت الحكومة على الزراعة بإقرارها نظام الحظائر المُسيجة (التي ترعى فيها الأغنام … ) وشجعت الصناعة بالعمل لصالح المشروعات الخاصة (الحرة) وبالحماية الجمركية وبمنع اتحادات العمال من المطالبة بأجور أفضل (١٨٠٠)، كما عملت على تحسين أحوال التجارة بتحسين الطرق والمجاري المائية، وبتشييد أسطول بحري بريطاني لا يُقهر. لقد حقق التجار والصناع والماليون ثروات كبيرة وفاز بعضهم بمقاعد في البرلمان أو اشتروها (حصلوا عليها لقاء مال دفعوه).
تُظهر الصورة الاقتصادية لبريطانيا في سنة ١٨٠٠ أنه يوجد في القمة - كانت الأرستقراطية لا تزال موجودة وإن كانت في تناقص - سادة الاقتصاد الذين تسوّدوا خلال ملكيتهم للأراضي، وكان يتعاون معهم نبلاء البرلمان والأرستقراطية المهيمنة (الحاكمة)، وحولهم أو أدنى منهم التجار والصناع البورجوازيون أصحاب المشاريع الذين لا يرحمون، وهم يُظهرون ثراءهم الجديد ومسلكهم السيئ، ويصخبون مطالبين بمزيد من السلطة السياسية، وإلى الأدنى منهم أصحاب المهن المحترمة بدءاً من أكثر الأطباء علماً إلى أكثر الصحفيين شجاعة ودهاء، وإلى الأدنى من هؤلاء جميعاً الفلاحون الذين يفقدون ملكياتهم بشكل متزايد منتظرين العون والنجدة، وعمال المناجم الذين لا يرون الشمس والذين يعيشون في أحشاء الأرض، والعمال غير المهرة الذين يعبدون الطرق ويحفرون الترع وعمال المصانع الذين يشكلون بركة أو مجمعاً للجوع وعدم الانضباط وانهيار المعنويات، والذين راحوا يكتبون مأساتهم على صفحات سماوات ملوثة (لوثها دخان المصانع).