للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(المكوس) على ما يُباع أو يُتاجر به محلياً هي خير ضمان ضد الفوضى الاجتماعية.

وفي كثير من المديريات (الوحدات الإدارية) - بعد سنة ١٧٩٥ - كان يتم تنظيم المساعدات (الإعانات) ليحصل عليها أصحاب الأجور المتدنية (التي لا تكفي لإقامة أَوَد العمّال الحاصلين عليها)، وكان بعض أصحاب العمل ينتهزون فرصة تقديم هذه الإعانات للإبقاء على الأجور التي يدفعونها للعمال متدنية.

ورغم هذه الإعانات المتواضعة، فقد وصلت الحالة البائسة للعمال إلى منعطف خطير مع بداية القرن التاسع عشر. فحتى سنة ١٨٢٤ كان محظوراً تشكيل تنظيمات للمطالبة بأجور أفضل، ومع هذا فقد كانت هناك تنظيمات سرية، وكان محظوراً القيام بإضرابات ومع هذا فقد أضرب العمال وجرى قمعهم، فأضربوا ثانية. وحذر الإصلاحيين مثل روبرت أوين Robert Owen البرلمان أنه إذا لم تتحسن أحوال المصانع، فسيزداد العنف مما سيكلف كثيرا. وواجهت الحكومة السخط المتزايد بتجديد الأعمال العدائية مع فرنسا (١٨٠٣) وراحت حالة السخط تزداد كلما ابتعد شبحُ الحرب حتى انفجرت في ثورة علنية في سنة ١٨١١، ولم يكن في طليعة هذه الثورة عمال المصانع وإنما نسّاجو الجوارب والربط الذين يقومون بعملهم على ماكينات في البيوت والمحلات الصغيرة في نوتنجهام Nottingham أو بالقرب منها. وهؤلاء النسّاجون رجالاً ونساء كانوا لا يزالون قادرين على الاستمتاع بحياة في الهواء الطلق في الحقول والمزارع، وربا تحققوا من أن حياتهم ذات الطبيعة المنطلقة تتناقض - من الناحية المثالية مع انكفائهم على أنوالهم.

لقد امتعضوا من تبعيتهم لأصحاب الأنوال (آلات نسج الجوارب) الذين أجَّروا لهم هذه الأنوال، وباعوا لهم المواد الخامة واشتروا منهم منتجاتهم ولم يتركوا لهم ربحاً إلاَّ بالنسب التي يحددونها هم (أصحاب الأنوال) أو يحددها الذين موَّلوه بالخامات أو برأس المال. وأكثر من هذا فقد كانوا يخشون أن يفقدوا أعمالهم الحالية لصالح المصانع المنتشرة ذوات الأنوال الآلية التي تحركها الطاقة (البخارية) ذات الإنتاج المُضاعف، وفي فورة غضبهم قرروا أن يدمروا كلَّ ما يستطيعون تدميره من الآلات والماكينات التي اعتبروها رمزا لعبوديتهم.

ونظم ند Ned أو الملك لُود King Ludd - وهو شخصية غامضة وربما كان شخصاً