Lanark بالقرب من جلاسجو Glasgow وحظي - مكافأةً له - بابنة ديل Dale التي أصبحت زوجته المحبوبة التي أنجب منها سبعة أبناء.
وكانت نيو لانارك تضم نحو ٢،٠٠٠ نفس بمن فيهم نحو ٥٠٠ طفل أُرسلوا إليها من البيوت الفقيرة في جلاسجو وادنبره وكما تذكَّر أوين فيما بعد:
"كان السكان يعيشون في بطالة وفقر وسادت تقريبا كل أنواع الجرائم، وكانوا مدينين مرارا غير أصحاء وفي حالة بؤس … وأدى الجهل وقلة التدريب إلى اعتيادهم السُّكر والسرقة والكذب والغش والقذارة … وكانوا مجحفين في حق الأمة سياسيا ودينيا يتصدون لأية محاولة لتحسين أوضاعهم. وكانت المدن الصناعية الصغيرة تكاد تخلو من وسائل الصحة العامة ووسائل منع تفشي الأمراض. وكانت المساكن مظلمة قذرة، وبدت ممارسة الجريمة عملا ترفيهيا من عناء العمل، وكانت الحانات ملاذاً دافئا وباعثا على المسرّة من مشاكل البيوت".
وكان أوين Owen قد فقد إيمانه بالغيبيات تماما لكنّه تعلّق بإخلاص بالمثالية الأخلاقية للمسيح، لكنه صُدِم بالمزج بين العبودية الصناعية الجديدة واللاهوت المسيحي القديم (المقصود التوفيق بينهما)، وإنما راح يبحث عن سبيل للتوفيق بين الرأسمالية الناجحة والأخلاق المسيحية.
وأقنع نفسه - رغم تحذير والديه - بعائد قدره ٥% من رأس المال المستثمر، ورفع الأجور ومنع تشغيل الأطفال تحت سن العاشرة، ورفض حجة مالتوس التي مؤدّاها أن زيادة الأجور ستزيد ضغط (استهلاك) السكان على الطعام المتاح مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار مما يجعل الأجر الذي يتلقاه العامل وكأنه لم يزد (بمعنى أن قيمته الشرائية رغم الزيادة تظل كما هي) وساق الحجة على أن ما هو صالح للأكل مما يجود به البحر لا حد له، كما أن زيادة السكان تؤدي إلى زيادة الأراضي المزروعة وأن زيادة الإنتاج ستقترن بظهور المزيد من الاختراعات والمزيد من العمالة، كل ذلك سيساعد على توفير الطعام وتحقيق الازدهار للسكان، إذا أخذت الحكومة بالبرنامج الإصلاحي الذي يقترحه.
وافتتح في نيو لانارك New lanark محلا يبيع فيه مستلزمات الحياة بسعر التكلفة تقريبا، ودرّب - بصبر - العاملين معه ليس فقط على تقنيات الإنتاج بل أيضا على فن الحياة، وأكد لهم أنهم إذا تعاونوا وراعى